استمر امس النزوح من الجنوب اللبناني الى العاصمة بيروت ومناطق أخرى أكثر أمناً، فيما تواصل قرى وبلدات جنوبية عدة إطلاق نداءات الاستغاثة الى الهيئات الإنسانية لمدها بمقومات البقاء والصمود من ادوية ومياه وغذاء. كما تواصل توافد قوافل المساعدات الإنسانية العربية والدولية الى لبنان براً وجواً. وأشارت تقارير الى خلو قرى وبلدات جنوبية عدة من سكانها. وأكد بعضها ان أكثر من 85 في المئة من سكان مدينة النبطية غادروها حتى الآن، فيما أعلنت النائب بهية الحريري أن"في صيدا حالياً من النازحين أكثر من عدد سكانها، وكل عائلة في المدينة الى جانبها عائلة ثانية إذا لم تكن اثنتان، وأن هذا يتطلب ادارة شؤونهم ليس فقط على صعيد الطعام والشراب بل أيضاً تأمين المياه والكهرباء والوقود والخبز والطبابة والرعاية الاجتماعية"، لافتة الى أن"في إمكاننا شمولهم بالرعاية من مختلف جوانبها إذا توزعنا الحمل في ما بيننا". ولفتت الى ان"هناك ضمن العائلات النازحة 1200 امرأة على وشك الولادة وهن يحتجن الى الرعاية الصحية قبل الانجاب وبعده والى نقاهة بعد الولادة ورعاية للأطفال وتأمين الحليب والعناية لهم". واعتبر رئيس بلدية صور عبد المحسن الحسيني ان"كل ما يرسل الى صور لا يكفي لنسبة 15 في المئة من عدد الأهالي والسكان والنازحين، إضافة الى نقص في مادة المازوت وانقطاع المياه والتيار الكهربائي". وناشد رئيس بلدية البابلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي أخيراً، حسن حطيط، المؤسسات الإنسانية توفير المواد الغذائية والأدوية والفرش لأكثر من 200 عائلة نزحت الى البلدة، لافتاً الى تشكيل لجنة طوارئ من أبناء البلدة تعمل على تأمين الاحتياجات اللازمة للنازحين. في حين تستضيف بلدات إقليم الخروب وقراها حوالى 4763 عائلة 23194 فرداً من المهجرين النازحين من الضاحية الجنوبية والجنوب. وتكمن المشكلة الأبرز في عدم القدرة على توفير المساعدات اللازمة لهم بما يتناسب وأعدادهم. وزار وفد فرنسي برئاسة الوزيرة لويز افون، يرافقها وفد من وزارة الدفاع الفرنسية، غرفة العمليات المركزية التابعة لپ"الهيئة العليا للإغاثة"، والتقوا الأمين العام للهيئة اللواء يحيى رعد. واستمع الوفد الى شرح للأوضاع الراهنة. وطالب رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في عكار الشيخ مالك حديدة، بتأمين المساعدات للمنطقة، بعدما قامت"لجنة إغاثة الضيوف الوافدين الى عكار"برئاسة الدائرة، بتوزيع الحصص التموينية. وناشد هيئة الإغاثة ان تلتفت الى المنطقة المنكوبة أصلاً. وأعلن اتحاد المستشفيات العربية دعم المستشفيات اللبنانية ووجه نداء الى المعنيين بالشأن الصحي العربي دعاهم فيه الى الاتصال بالجمعيات الإنسانية والنقابات الصحية العربية والدولية والمنظمات الدولية والتنسيق معها من أجل دعم الإغاثة وتأمين حاجات المستشفيات اللبنانية وفتح حساب خاص للتبرع لهذه المستشفيات. وأعلنت الممثل المقيم لپ"جمعية المساعدات الشعبية النروجية"في لبنان وفاء اليسير ان الجمعية"مستمرة في تقديماتها الإنسانية منذ اليوم الأول للهجوم على لبنان". ودعت"جمعية الغوث الإسلامي"في طرابلس أهالي المدينة والشمال الى مساعدتها في تأمين ما يلزم للنازحين من مواد غذائية وتموينية وألبسة وحاجيات. وأعلنت عن فتح مراكزها على مدى 24 ساعة. الى ذلك، سجلت حركة المساعدات الغذائية والطبية والحاجات الضرورية، في نقطة العريضة الحدودية مع سورية، وصول 3 شاحنات من سلطنة عمان و4 شاحنات من الأردن 2 من الحكومة الأردنية و2 من الجالية اللبنانية كما وصلت 6 شاحنات من الدولة التركية وأرسلت دولة الكويت شاحنتين محملتين بمولدي كهرباء. ونقلت هذه المساعدات الى ثكنة عرمان التابعة للجيش اللبناني في حضور مندوب عن المحافظ ناصيف قالوش ممثل هيئة الاغاثة العليا في الشمال. كما حطت طائرة أردنية عسكرية من نوع شارلي 130 في مطار رفيق الحريري الدولي أمس، حاملة عشرة أطنان من المواد الغذائية والطبية المقدمة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والشعب الأردني الى المنكوبين في لبنان، وسيتم تسليمها الى الهيئة العليا للإغاثة لتوزيعها على النازحين. من جهة أخرى، قررت"جمعية بيروت ماراتون"، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية ومنظمة"اليونيسف"، إطلاق برنامج نشاطات رياضية وترفيهية موجهة بالدرجة الأولى الى الأطفال النازحين وأيضاً للكبار في محاولة الخروج من الضغوط الاجتماعية والنفسية التي يرزح تحتها هؤلاء.