قتل مدني كردي عراقي أمس واصيب 15 بجروح، بينهم ثمانية من عناصر الشرطة، في اشتباكات بين قوات الامن الكردية ومتظاهرين احتجاجا على نقص الخدمات في مدينة كلار جنوب السليمانية. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن مصدر طبي في السليمانية رافضاً كشف اسمه ان"مستشفى كلار استقبل قتيلا وخمسة عشر جريحا بينهم ثمانية من رجال الشرطة بعضهم مصاب باطلاق نار والبعض الآخر بكدمات اثر اشتباك بالايدي". وقال مراسل وكالة"فرانس برس"ان التظاهرات بدأت صباح الاربعاء احتجاجاً على نقص الخدمات الرئيسية في المدينة. ورشق المتظاهرون مقر"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، بالحجارة كما رشقوا عناصر قوات الامن والشرطة الكردية الذين جاؤوا لتفريق التظاهرة. وأحرق المتظاهرون الغاضبون وغالبيتهم من الشباب، اطارات ووضعوا الحجارة على الطريق الرئيسي بين مدينتي كلار والسليمانية مسقط رأس الرئيس طالباني. واكد مراسل"فرانس برس"ان قوات الامن العراقية اطلقت عيارات نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين واعتقلت عدداً منهم. من جانبه، قال حسن طالب احد المتظاهرين ان"تظاهرات اليوم هي احتجاج على نقص الخدمات الاساسية في المدينة". واضاف"لقد طالبنا الحكومة مرات عدة، لكنها لم تستجب لمطالب المواطنين ... ونحن نعاني من قلة في الماء والكهرباء وشح في المحروقات". وتشهد المدن الكردية منذ ايام تظاهرات حاشدة بسبب نقص الوقود والكهرباء والماء والمشاريع الخدمية، واسفرت عن اصابة ثلاثة اشخاص تظاهرات مدينة جمجمال الاحد و11 شخصا تظاهرات في مدينة دربندخان 75 كلم جنوب السليمانية الاثنين. الى ذلك دعت الحكومة الكردية مواطنيها الى عدم اللجوء الى العنف خلال التظاهرات الاحتجاجية التي تعم المدن الكردية للمطالبة بتحسين الخدمات العامة، فيما طالب اهالي مدينة كلار امس باطلاق مواطنين اعتقلوا بعدما ضبطوا وهم يحضون على التظاهر. من جهة أخرى، اعلنت مصادر في الشرطة العراقية ان الهدوء عاد الى مدينة زاريان في محافظة السليمانية التي كانت شهدت مصادمات مساء الثلثاء بين قوات الشرطة والبيشمركة الكردية من جهة، ومتظاهرين من جهة ثانية، فيما اكدت مصادر الشرطة. وفرضت الادارة المحلية في قضاء دربندخان حظر التجول بعد اعمال شغب طاولت مباني حكومية اول من امس، ولفت مسؤول في قوات الطوارئ الى ان"جثة مجهولة الهوية عثر عليها بعد عودة الهدوء". وفي ناحية جمجمال تم اعتقال عناصر أمن بتهمة الاعتداء على متظاهرين. في غضون ذلك، تعرضت دوريات حرس الحدود الكردية في قضاء بنجوين في السليمانية على الحدود العراقية الايرانية لثلاث هجمات بعبوات، خلال الايام العشرة الماضية. ويعتقد ان تنظيمات"أنصار الاسلام"التي كانت فرت الى ايران بعدما قصف الأميركيون مواقعها والمعارك مع قوات حزب"الاتحاد الكردستاني"الذي يتزعمه الرئيس جلال طالباني، تحاول ايجاد موطئ قدم لها من جديد واعادة تنظيماتها في المناطق الكردية التي عُرفت باستقرارها الأمني. وأكد مدير دائرة الأمن في السليمانية سركوت حسن ل"الحياة""وجود"تحركات لأنصار الاسلام في بنجوين"، غير انه نفى أن يشكل وجودهم"الضعيف"خطراً على الأمن في كردستان. وقال ان انفجار ثلاث عبوات"ليس بالأمر الكبير خصوصاً أن انفجارها كان في مناطق نائية لا تبعد عن إيران سوى بضعة كيلومترات". واستبعد أن يكون ل"أنصار الاسلام تنظميات فعلية أو أن تكون أعداد كبيرة من عناصرها مجهزة بالمعدات والأسلحة". وأضاف"لسنا بعيدين عن الموضوع ونتابعه بدقة متناهية"، مؤكداً"لن يكون في كردستان موطئ قدم للتنظيمات الارهابية، ولن نسمح بذلك"، غير أن أهالي القرى التابعة لبنجوين اكدوا مشاهدتهم عدداًَ من المسلحين المنتمين الى"أنصار الاسلام"، وقدروا أعدادهم ب70 مسلحاً"يرتدون الزي الكردي". وقالت مصادر كردية ل"الحياة"إن"قائد الخلية المتمركزة في قضاء بنجوين يدعى حاجي سور وهو من أهالي حلبجة". ونفى حسن أن يكون لتنظيمات أنصار السنة أو أية تنظيمات متشددة أخرى"قواعد حقيقة داخل الأراضي الكردية"، وقال:"من الصعب عليهم التوغل داخل الاقليم". وأضاف ان غالبية المنتمين الى"أنصار الاسلام""يتوجهون الى المناطق الساخنة"، وأشار الى أن"أيادي خفية تحاول زعزعة الامن في كردستان"لكنه أوضح أن"الاحتياطات التي تتخذها قوات الأمن الأسايش تحول دون ذلك".