اسطنبول، طهران، السليمانية شمال العراق، بغداد - أ ف ب، رويترز - استمرت التظاهرات والاحتجاجات أمس على اعتقال تركيا زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان. وقالت وكالة أنباء الأناضول أمس ان الشرطة التركية اعتقلت 380 شخصاً في اسطنبول لمشاركتهم في احتجاجات مؤيدة للزعيم المعتقل عبدالله اوجلان اصيب خلالها خمسة من رجال الشرطة في منطقة غازي عثمان باشا التي تشهد ليلياً صدامات بين الشرطة ومتظاهرين منذ اعتقال اوجلان. واندلعت الاحتجاجات في شتى ارجاء جنوب شرقي تركيا الذي تقطنه غالبية كردية وفي الاحياء الكردية بالمدن الكبيرة منذ نقل اوجلان من كينيا الى تركيا الاسبوع الماضي. وكان مهاجمون مجهولون اطلقوا الرصاص علي رجال الشرطة من على قمة تل اثناء قيام قوات الامن بمطاردة متظاهرين في اسطنبول الليلة الماضية. ودعا حسن علي أحد زعماء حزب العمال الكردستاني أمس عبر قناة "ميد" التلفزيونية الشعب الكردي مساء أول من أمس الى مقاتلة تركيا ومهاجمة الشرطة وموظفي الحكومة. وشهد شمال العراق أمس تظاهرة شارك فيها آلاف من الأكراد في مدينة السليمانية احتجاجاً على اعتقال اوجلان. وتسيطر على السليمانية قوات الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني الذي اتهمته انقرة بإيواء عناصر من حزب العمال الكردستاني. وجاب المتظاهرون الذين حملوا اعلام حزب العمال الكردستاني وصوراً لعبدالله اوجلان ولافتات باللغتين الكردية والتركية تطالب باطلاق سراح اوجلان، شوارع السليمانية ثم تجمعوا امام مقر الاممالمتحدة في المدينة. وافاد مصور وكالة فرانس برس ان بعض المتظاهرين رشقوا مبنى الاممالمتحدة بالحجارة ثم احرقوا اعلاما اميركية واسرائيلية وتركية وصورة لرئيس الوزراء التركي بولند اجاويد. وسلم المتظاهرون مسؤولي الاممالمتحدة في المدينة مذكرة تطالب باطلاق سراح اوجلان الذي اوقف في كينيا الاثنين الماضي ثم نقل الى تركيا. وهي اول تظاهرة تسجل في شمال العراق منذ توقيف اوجلان الذي تسبب بموجة تظاهرات قام بها الاكراد لا سيما في اوروبا. وكان طالباني قد دعا الخميس الماضي الى ضمان محاكمة "عادلة" لاوجلان وطالب تركيا بمنح الاكراد الاتراك حقوقهم القومية. وفي طهران، انتقد النائب الكردي الايراني البارز بهاء الدين اداب بشدة أمس "الدولة العلمانية" التركية ودعا اكراد ايران والدول الاخرى الى مواصلة حركة احتجاجهم على اعتقال الزعيم اوجلان. نائب ايراني كردي وقال النائب عن سانانداج كبرى مدن اقليم كردستان الايراني غرب البلاد "ليعلم القادة الاتراك ان اعتقال اوجلان لن يمنع من مواصلة النضال المشروع لاكراد تركيا". ودان اداب العضو في الغالبية المحافظة في مجلس الشورى الايراني "الدولة العلمانية التركية المؤيدة لاسرائيل"، واتهمها بأنها "قمعت منذ عقود الشعب الكردي واغتصبت حقوقه". وتشهد منطقة كردستان الايرانية حملة تعبئة واسعة النطاق تبلغ احيانا حد العنف للمطالبة بالافراج عن اوجلان. وشهدت كردستان الايرانية منذ الجمعة حملة تعبئة لادانة عملية اعتقال اوجلان. وكان بعض التظاهرات التي تحدثت عنها الصحف الايرانية كبيرة الى درجة دفعت السلطات الايرانية الى نشر وحدات لمكافحة الشغب في بعض مدن شمال غرب ايران منذ السبت لتجنب اي تجاوزات. وذكرت صحيفة "جهان الاسلام" القريبة من الحكومة ان شخصين قتلا في اوروميه التي تقع على الحدود مع تركيا عندما اطلق رجال الشرطة النار في محاولة لمنع هجوم على القنصلية التركية في المدينة. ودعت شخصيات عراقية في بغداد أمس الرأي العام العالمي الى التعاطف مع زعيم حزب العمال الكردي التركي عبدالله اوجلان وطالبت بالتحرك لضمان سلامته وتأمين محاكمة عادلة له من قبل السلطات التركية. وقال نائب رئيس الوزراء السابق فؤاد عارف "ان الاعراف السماوية وكذلك القيم الانسانية النبيلة وأبسط مبادئ حقوق الانسان تقتضي ان يلتفت الجميع، مسؤولين وغير مسؤولين، الى مصير الزعيم الكردي عبدالله اوجلان الذي ناضل كأي وطني مخلص في كل زمان ومكان من اجل ان يتمتع شعبه العريق المظلوم بأبسط حقوقه المشروعة". وطالب عضو المجلس الوطني العراقي يوسف حمدان السلطات التركية ب "ضمان محاكمة عادلة لاوجلان الذي يعتبر رمزا للقضية الكردية في تركيا". وقال حمدان لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن كانصار للديموقراطية نناشد الحكومة التركية لضمان محاكمة عادلة معلنة للرأي العام لهذا الزعيم الوطني الذي كرس حياته من اجل قضية شعبه". وندد حمدان وهو عضو بارز سابق في الحزب الشيوعي العراقي باعتقال اوجلان من قبل السلطات التركية. وقال "ان الطغاة اينما كانوا قد توحدوا من اجل اختطاف اوجلان وجلبه الى تركيا". واعتبر الوزير السابق مكرم الطالباني اعتقال اوجلان بانه "شاهد واضح على ممارسات الارهاب الدولي".