دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عقد قمة عربية لبحث التطورات الخطيرة في الأوضاع في المنطقة، على ضوء استمرار الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية على الشعبين الفلسطيني واللبناني، مؤكداً أن من المهم أولاً وقف إطلاق النار بشكل فوري وعاجل"قبل أن تكون هناك مفاوضات سياسية في المنطقة". وأعرب عباس في حديثه ل"الحياة"عن تأييد الفلسطينيين للشعب اللبناني وللحكومة اللبنانية في أي قرار يتخذونه، في إشارة إلى قرار لبنان وقف التفاوض مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قبل وقف إطلاق النار. ووصف المذبحة الإسرائيلية ضد المدنيين والأطفال بأنها"قمة المجازر والجرائم التي وقعت على الشعبين الفلسطيني واللبناني". وفي ما يأتي نص الحديث: ما تعليقكم على المجزرة التي قامت بها قوات العدو الإسرائيلي في بلدة قانا؟ - المجزرة التي وقعت في بلدة قانا تعتبر قمة المجازر التي وقعت على الشعب اللبناني منذ 20 يوماً، وعلى الشعب الفلسطيني منذ خمسة أسابيع، وتعتبر هذه الجريمة قمة الجرائم. ومثلما كانت في الماضي"عناقيد الغضب"هي الآن عناقيد الحقد على الشعب اللبناني. المطلوب وقف إطلاق النار الفوري، لأنه لا يمكن أن يحتمل بشر مثل هذه الجرائم، ولا يمكن أن تكون هناك مفاوضات في ظل هذه الجرائم. لا بد أن يتوقف كل شيء ثم يتم الاتفاق بعد ذلك على مجريات العملية التفاوضية وكيف تتم في المستقبل. هذا هو رأينا وموقفنا، ونحن لم يتغير موقفنا، منذ البداية قلنا لا بد من وقف إطلاق النار الفوري حتى يتمكن الشعبان اللبناني والفلسطيني من لملمة جراحهما. ما موقفكم مما أعلنه لبنان رفض إجراء أي مفاوضات مع وزيرة الخارجية الأميركية قبل إصدار قرار وقف إطلاق النار؟ - نحن مع الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني في كل ما يقررونه لأنفسهم، نحن معهم من دون نقاش، ونحن ندعم ونؤيد أي قرار يتخذونه بعقولنا وقلوبنا وإمكاناتنا المحدودة. ما رأيكم في تصريح نبيه بري، الذي عدل فيه شروط تبادل الأسرى الإسرائيليين مع الأسرى اللبنانيين، وأشار فيه إلى أن التبادل سيشمل الأسرى الفلسطينيين؟ - الموضوع الأول والملح الآن هو وقف فوري لإطلاق النار، ومن ثم يأتي الحديث عن موضوع الأسرى وغيره من القضايا... الآن مطلوب وقف إطلاق النار. يلاحظ غياب الدور العربي الفاعل والضاغط من أجل وقف إطلاق النار؟ - ما سمعته خلال جولتي واتصالاتي العربية أن كل الدول العربية، وكل الزعماء العرب يؤيدون وقف إطلاق النار. ولكن ما الوسائل التي تستطيع الدول العربية أن تقوم بها للضغط من أجل وقف إطلاق النار؟ - الوسائل كثيرة تبدأ بعقد اجتماعات عربية قمة عربية، مجلس أمن، لكن لا بد من أن ندعو لمؤتمر دولي لحل مشكلات الشرق الأوسط. هل ترون أن هناك امكاناً لعقد قمة عربية؟ - بالتأكيد، ولا شيء يمنع ذلك، ونحن أول من وافق على الدعوة لعقد قمة عربية. هل ستقترحون عقد قمة عربية؟ - نحن من دعاة عقد قمة عربية للبحث في هذه الأزمة الخطيرة التي نعيشها، وفي محادثاتنا مع القادة العرب نبحث معهم كيفية التحرك العربي، ونطرح كل الصيغ الممكنة ونستمع إلى وجهة نظرهم، ما يقرره العرب، ونحن جزء من هذه الأمة، وبالتالي من القرار العربي. ما انعكاسات الحرب الاسرائيلية على لبنان على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً اننا نرى تصعيداً للعدوان الاسرائيلي على الأرضي الفلسطينية؟ - العدوان الإسرائيلي بدأ على الأرض الفلسطينية قبل أسبوعين من الاعتداء على الأراضي اللبنانية، وبالتالي أصبح الاعتداء على الأراضي الفلسطينية والأراضي اللبنانية اعتداءً واحداً، ونحن منذ البداية طالبنا بوقف إطلاق النار والتهدئة ولكن بالطبع لا يُسمع رأينا. لقد أجريت اتصالين مع الرئيس اللبناني اميل لحود، ومع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وأعربت لهما عن مواساتي ومواساة الشعب الفلسطيني، وأكدت لهما وقوفنا بامكاناتنا المحدودة مع لبنان، واتفقنا على أن نطالب جميعاً بوقف اطلاق النار.