عقد مجلس إدارة مجموعة"رينو - نيسان"لصناعة السيارات اجتماعاً أمس، للبحث في إمكان مساعدة عملاقة صناعة السيارات الأميركية"جنرال موتورز"أكبر شركة إنتاج سيارات عالمياً على تجاوز صعوباتها المالية، بما يؤدي إلى تحالف فرنسي-ياباني-أميركي، فريد من نوعه في هذا القطاع. وكان البليونير الأميركي كيرك كيركوريان، وهو المساهم الأكبر في"جنرال موتورز"حالياً، اقترح على رئيس مجلس إدارة"رينو - نيسان"كارلوس غصن الفرنسي، اللبناني الأصل، فتح رأس مال الشركة الأميركية بشكل جزئي امام المجموعة الفرنسية -اليابانية. وبموجب اقتراح كيركوريان، ينشأ تحالف ثلاثي الأطراف، من خلال مساهمة كل من"رينو"و"نيسان"بعشرة في المئة من اسهم"جنرال موتورز". يشار الى ان"رينو"تملك حالياً نحو 44.4 في المئة من اسهم"نيسان"اليابانية، في حين تملك الأخيرة 15 في المئة من اسهم الشركة الفرنسية. كما ينص اقتراح كيركوريان على قيام التحالف الجديد ببرامج مشتركة لتطوير نماذج جديدة من السيارات وعلى إنشاء شبكات مشتركة للمعدات. وسجلت"جنرال موتورز"، التي يتولى إدارتها ريك واغنر، في العام الماضي خسائر صافية بلغت 8.44 بليون دولار، ما جعل مديرها في موقع بالغ الدقة، وكاد يكلفه منصبه. وفي المقابل، بلغت نتائج الأرباح الصافية التي حققتها"رينو"في السنة الماضية 3.4 بليون يورو، في مقابل 3.78 بليون يورو حققتها"نيسان". وتعود أسباب الخسائر التي لحقت ب"جنرال موتورز"إلى تراجع مبيعاتها، لا سيما في سوقها الرئيسة أي الولاياتالمتحدة، وخصوصاً في قطاع الشاحنات الصغيرة وسيارات الدفع الرباعي المزودة بمحركات قوية تستهلك كمية كبيرة من الوقود، بسبب ارتفاع أسعار النفط العالمية وتأثيرها على جيوب المستهلكين. ويعتبر كيركوريان ان الجهود التي يبذلها واغنر"إيجابية لكنها تفتقر للجذرية المطلوبة"، بهدف تأمين عودة"جنرال موتورز"الى تحقيق الأرباح، وتشمل إغلاق 12 موقعاً إنتاجياً وتسريح نحو 35 ألفاً من العاملين لديها، لقاء بدلات مالية مرتفعة. وكان وزير الاقتصاد والمال الفرنسي، تييري بروتون، صرّح بأنه على اتصال مع غصن، في شأن التحالف المحتمل مع"جنرال موتورز". إذ ان الحكومة الفرنسية تريد"التحقق من احترام الشفافية التامة في هذا الإطار". يذكر ان الدولة الفرنسية احتفظت لنفسها بعد تخصيص شركة"رينو" بنحو 15.33 في المئة من أسهمها. وأشار محللون اقتصاديون في باريس، إلى ان غصن يحظى باحترام بالغ في أوساط رجال الأعمال الأميركيين. لكن ثقافته مختلفة عن ثقافتهم، ما قد يضعه امام تحدٍ اكثر صعوبة من الذي واجهه عندما نجح في إنقاذ شركة"نيسان"اليابانية منذ نحو سبع سنوات.