مثل أمام محكمة الجزاء في باريس أمس، ستة فرنسيين كانوا معتقلين في غوانتانامو وذلك لمحاكمتهم بتهمة الانتماء الى مجموعة من المخلين بالأمن، على صلة بمجموعة إرهابية. والمتهمون الستة هم: عماد أشهب قانوفي ومراد بن شعلالي وخالد بن مصطفى ورضوان خالد ونزار ساسي وإبراهيم يادل، تسلمتهم فرنسا بعد اتصالات معقدة مع السلطات الأميركية، على دفعتين في عامي 2004 و2005. وكانت الأجهزة الفرنسية تولت التحقيق معهم، وإطلاق سراحهم بعد فترة من الاعتقال، في انتظار القرار القضائي الذي سيصدر بحقهم عبر جلسات المحكمة التي تستمر حتى 12 الشهر الجاري، لكنها أبقت على اعتقال يادل. ويتوقع ان تتوقف هيئة المحكمة مطولاً، أمام القنوات التي حملت هؤلاء الفرنسيين الستة الذين تراوح أعمارهم بين 24 و35 عاماً، على سلوك درب"الجهاد". وتؤكد الأجهزة الأمنية ان المتهمين جميعاً توجهوا الى أحد المعسكرات التابعة لتنظيم"القاعدة"في أفغانستان سنة 2001، وخلال الاجتياح الأميركي الذي تبع تفجيرات 11 أيلول سبتمبر 2001، لجأوا الى باكستان حيث اعتقلوا ونقلوا الى غوانتانامو. ويتوقع ان يعرض المتهمون الستة أمام هيئة المحكمة ظروف اعتقالهم في القاعدة الأميركية والإهانات والتعذيب الجسدي والمعنوي الذي تعرضوا له. وصرح المحامون الذين يتولون الدفاع عنهم، بأنهم سيطلبون تبرئة موكليهم الذين يواجهون في حال إدانتهم عقوبة السجن فترة عشر سنوات، باعتبارهم اعتقلوا من جانب السلطات الأميركية خارج أي إطار قانوني فترة تراوح بين 18 شهراً وسنتين ونصف، ثم اعتقلوا مجدداً في فرنسا بين سنة و18 شهراً. وفيما يمثل خمسة من المتهمين طليقين أمام المحكمة ويمثل يادل وحده معتقلاً، كونه انتهك بتوجهه الى أفغانستان سنة 2001، الرقابة القضائية التي كان خاضعاً لها في إطار التحقيق في قضية شبكة إرهابية. وباستثناء ساسي، الذي أبلغ المحققين انه قرر التوجه الى أفغانستان لإشباع ميله الى الأسلحة، فإن الأربعة الآخرين سبق أن وردت أسماؤهم في إطار قضايا إرهابية وأنهم معروفون لدى الاستخبارات الفرنسية، بارتباطهم بشبكات إسلامية متطرفة. وكان ساسي الذي يعمل حالياً لدى تاجر مواد غذائية ويتخوف من نتائج المحاكمة التي يخضع لها على نفسيته التي لا تزال هشة منذ مغادرته غوانتانامو، أصدر كتاباً روى فيه كيفية وصوله الى"الدرب الجهادي"من خلال تعرفه على مراد بن شعلالي، وهو شقيق مناد بن شعلالي الذي ينفذ عقوبة بالسجن لإدانته في ما يسمى بالشبكات الشيشانية. وصرح ساسي الى إحدى الصحف الفرنسية أنه يخشى من أن يستخدم من قبل هيئة المحكمة ليكون عبرة لسواه من الشبان، وأن يأتي القرار الذي سيصدر عنها متشدداً بحقه. وقال إن غوانتانامو"آلة لتغذية الحقد على الولاياتالمتحدة"وپ"لفبركة حيوانات كاسدة"نتيجة الأساليب المستخدمة من قبل المحققين العسكريين الأميركيين.