رد الرئيس المصري حسني مبارك على دعوات المعارضة إلى التدخل عسكرياً لدعم"حزب الله"، وقال إن الجيش المصري"للدفاع عن مصر فقط. وهذا مبدأ لم ولن يتغير". وأضاف خلال رحلة عودته من السعودية عقب القمة التي جمعته وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن"من يطالبون بدخول مصر الحرب دفاعاً عن لبنان أو عن حزب الله لا يدركون أن زمن المغامرات الخارجية انتهى". وأشار إلى أن بلاده تعتبر أن"أهم شيء في الوقت الراهن هو الوقف الفوري لإطلاق النار"، مشيراً إلى أنه يبذل"جهوداً جبارة في هذا الصدد بالتنسيق مع السعودية وأطراف دولية أخرى". واعتبر أن اجتماع روما"لن يكون نهاية المطاف، وإنما سيطرح نتائجه على اجتماع لمجلس الأمن في نهاية الشهر الحالي وتتم فيه بلورة الموقف ومتابعة إجراءات التنفيذ من الجانبين". وأكد أن"الحديث عن ضرورة عقد قمة عربية كان سابقاً لأوانه"، إذ"لم يكن المناخ يشجع على الخروج بنتائج إيجابية. والدليل أن المجتمع الدولي تصدى للأزمة اللبنانية وكذلك فعلت الدول الكبرى. ولم يتم التوصل إلى شيء لأن المنطقة معقدة ومتشابكة". وعاد إلى الحديث عن مشاركة مصر في حرب ضد إسرائيل، فقال:"إذا كان ذلك جائزاً في وقت كان تعدادنا 24 مليون نسمة، فإنه ليس ممكنا في ظل وجود 75 مليون مواطن يحتاجون تنمية وخدمات وفرص عمل ومشروعات إسكان. والذين يطالبون بالحرب الآن سيضيعون هذا كله في غمضة عين". وشدد على أنه ليس مستعداً"لإنفاق موازنة الشعب على الحرب وتسخيرها لخدمتها. وهي ليست حربها. من يتكلم عن اتفاق الدفاع المشترك، لم يقرأه جيداً... وأنا حريص على تجنيب الشعب مغامرات لا طائل من ورائها، وستكلفه الكثير بل الكثير جداً". وأضاف:"أنا طيلة فترة حكمي لا أهوى الشعارات والعنتريات التي أثبتت التجارب أنها تلحق الدمار بالشعوب، وتصيب الدول في مواردها البشرية والتنموية". ونفى أن تكون الأزمة الأخيرة أفرزت حلفاً عربياً جديداً. وقال إن"ما يردده البعض عن وجود صفقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل من جهة، وبعض الحكومات العربية من جهة أخرى، تنص على أن تتغاضى الدول العربية عن إدانة عمليات إسرائيل العسكرية ضد حزب الله في نظير أن تتغاضى واشنطن عن إلحاحها في اتمام عملية الإصلاح السياسي في مصر، هو عار من الصحة تماماً". وأضاف أن"مصر ماضية في إصلاحها السياسي من دون أن تنتظر موافقة من أحد، أو تبرم صفقة هنا أو تقبل القيام بدور لحساب أحد حتى لا تتعرض للضغوط. فهذه ليست شيم مصر". وتوقع مبارك إجراء مفاوضات بعد توقف العمليات العسكرية أو"تعليقها"، وربما"يطالب ساعتها المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة ترسيم مزارع شبعا، وتحديد هويتها السياسية. وسيكون الإصرار الدولي على ذلك كبيراً لإرغام حزب الله على نزع سلاحه، وحتى لا يكون له مبرر لحمل السلاح مرة أخرى". وجددت المعارضة المصرية تحركاتها المنددة بالعدوان الإسرائيلي. واجتمع النواب المستقلون وأعضاء كتلة"الإخوان المسلمين"أمس، على رغم العطلة البرلمانية. وأطلقوا مبادرة جديدة لتشكيل رابطة برلمانية للتضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني وتنظيم تظاهرة حاشدة في استاد القاهرة لإعلان مساندة المصريين إخوانهم في لبنان وفلسطين، فيما قاطع الحزب الوطني الحاكم الاجتماع التشاوري، وسط انتقادات النواب الذين اتهموه بإدارة القضية في"شكل لا يعبر عن طموح غالبية الشعب المصري". وفي الرباط، ندد البرلمان المغربي بالعدوان الإسرائيلي. وقال رئيس مجلس النواب عبدالواحد الراضي إن"العدوان يشكل تحدياً سافراً للقانون الدولي"، منتقداً"سلبية المنظومة الدولية وعدم قدرتها على فرض قوة القانون، بدل قانون الغطرسة الذي تفرضه إسرائيل بقوة الحديد والنار". من جهة أخرى، وجه سينمائيون عرب وإسرائيليون في باريس أ ف ب نداء نددوا فيه ب"وحشية وقسوة السياسة الاسرائيلية"في لبنان وقطاع غزة، مع افتتاح البينالي الثامن للسينما العربية.