القاهرة، دمشق، عمان، بيروت، الكويت، المنامة، ستراسبورغ فرنسا -"الحياة"، اف ب، رويترز -القاهرة - تظاهر آلاف المواطنين العرب في مصر والاردن وسورية ولبنان والكويت وليبيا والاردن امس مستنكرين العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني ورئيسه ياسر عرفات، معربين عن دعمهم للانتفاضة. وتجاوزت ردود الفعل الشعبية في مصر تجاه الأوضاع في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة ما كان يحدث عادة في الماضي فلم تقتصر التظاهرات الاحتجاجية على الجامعات، وانما امتدت الى المدارس ايضاً. ولم تخرج هتافات التلاميذ عن تلك التي أطلقها الطلاب والتي ركزت على مطالبة السلطات بطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة، وإخلاء مقر سفارة الدولة العبرية وفتح الباب للجهاد في فلسطين. ولوحظ ان التيار الاسلامي كان حضوره الابرز في تظاهرات الجامعات إلا أن اعداداً غير قليلة من أساتذة الجامعات والمدرسين شاركوا ايضاً في التظاهرات التي ردد الطلاب فيها هتافات من بينها: "يا حكامنا يا بتوع القمة، الجهاد لكل الأمة"، و"الانتقام الانتقام يا كتائب القسام"، و"راحت قمة وجاية قمة، والذبح شغال في الأمة". واحاطت أعداد كبيرة من قوات الامن المصرية اسوار الجامعات وكان لافتاً أن قوات الامن تعاملت بهدوء مع المتظاهرين الذين أحضروا دمية تمثل رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون وحرقوا العلمين الاسرائيلي والاميركي. وكان الهتاف السائد في تظاهرات الجامعات والمدارس هو "تسقط أميركا" وكان الوجود الامني الابرز حول جامعة القاهرة القريبة من مقر السفارة الاسرائيلية التي منعت قوات الأمن المتظاهرين من التوجه اليها. وأصدرت جماعة "الاخوان المسلمين" بياناً لفتت فيه الى ان العدوان الاسرائيلي "وقع قبل أن يجف حبر بيان القمة العربية إمعاناً لإهانة واضحة وفاضحة ومجرمة تمثلت في تدمير مخطط ومقصود لهذا المقر بمن فيه من القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس عرفات". وتظاهر مئات المحامين داخل مقر نقابتهم ورفعوا علم فلسطين وصور الرئيس ياسر عرفات ورددوا هتافات لتأييد الشعب الفلسطيني واستنكروا الانحياز الاميركي لاسرائيل، وحرق المحامون العلم الاميركي. وندد اتحاد الصحافيين العرب "بشراسة العدوان الاسرائيلي الواسع الذي أعاد احتلال المدن والمناطق الفلسطينية وفي مقدمها مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله، مهددة حياته". "كما ندد بالانحياز الاميركي السافر لمصلحة اسرائيل. وقال بيان أصدره الاتحاد: "إن تصريحات كولن باول وزير الخارجية الاميركي الاخيرة، جاءت بمثابة مكافأة وتشجيع للسفاح شارون في عدوانه البربري على الشعب الفلسطيني". واضاف: "أن اسرائيل مدعومة واميركا تتحدى كل مبادرات السلام وتحطم كل جهود التسوية العادلة، وتخطط لإحداث انفجار عسكري وسياسي هائل في الشرق الاوسط، ولم يعد امام الحكومات العربية إلا التصدي لهذه الهمجية النازية الفكر والسلوك، وإلا أن تراجع علاقاتها ومصالحها مع الولاياتالمتحدة". ووجه البرلمان المصري دعوة لعقد اجتماع طارئ يحضره رؤساء البرلمانات العربية في القاهرة الخميس المقبل يعرض تطورات الأوضاع عقب العدوان الاسرائيلي على رام الله والاعتداء على مقر الرئيس عرفات والتدابير العملية للتعامل مع المعطيات الجديدة في المنطقة. وقالت مصادر البرلمان المصري إن الدعوة تمت اثر اجتماع طارئ عقدته اللجنة العامة امس برئاسة الدكتور فتحي سرور وحضور ممثلي الكتل البرلمانية المعارضة وممثل الحكومة لدى البرلمان الوزير كمال الشاذلي ورؤساء اللجان النوعية والفرعية. وقال سرور في تصريحات صحافية عقب الاجتماع إن "الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية الاخيرة خلقت اجواء تهدد الامن وشعوب المنطقة". وزاد أن "هذه السياسة الخرقاء التي تنتهجها حكومة شارون جعلت الأمن داخل اسرائيل نفسها معرضاً للخطر. والاحداث الاخيرة اثبتت نجاح المتطرفين في اسرائيل، ومنهم من قتل رابين، في السيطرة على الاجواء السياسية في بلادهم". وأصدرت اللجنة العليا بياناً دان "الاعمال الاسرائيلية الاجرامية التي اثبتت ان حكومة شارون لا تقيم وزناً لاتفاقات او تعهدات دولية" واعتبرت أن "العدوان الاخير تحدٍ سافر لإرادة الزعماء العرب الذين اقروا مبادرة السلام في بيروت". ودعا البيان "المجتمع الدولي الى التحرك بشكل عاجل لوقف العدوان الاسرائيلي وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس". وكانت كتل برلمانية معارضة وجهت مذكرات الى سرور تطلب انعقاداً طارئاً لمجلس الشعب البرلمان للبحث في "التصعيد الخطير" في الاراضي المحتلة. وقال زعيم حزب التجمع "اليساري" النائب خالد محيي الدين في رسالته إن "تصاعد العدوان الاسرائيلي بصورة غير مسبوقة يستوجب وقفة مصرية شعبية وحكومية تليق بمصر ومكانتها". ولفت الناطق باسم نواب الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي الى أن "عقد جلسة طارئة يمثل استجابة لرغبة شعبية عارمة في تبني البرلمان موقفاً سياسياً عملياً يلبي مشاعر الشعب المصري ومطالبه بإعلان موقف عملي ضد اسرائيل. واصدر حزب التجمع بياناً دعا الحكومة الى "اعتبار السفير الاسرائيلي في القاهرة شخصية غير مرغوب فيها ومطالبته بمغادرة البلاد فوراً واتاحة الفرصة للشعب المصري التعبير السلمي عن دعمه لنضال الشعب الفلسطيني. وطالب بيان كتلة الاخوان البرلمانية ب"وقف كل أنواع التعامل مع العدو الصهيوني واعادة النظر في اتفاقات السلام معه". فيما دعا حزب الاحرار "الليبرالي" الى "عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب يتبنى اجراءات عاجلة اقتصادية في شأن الاموال العربية المكدسة في اميركا والغرب للضغط علىهما وإلزام اسرائيل بالسلام". وفي دمشق، سار آلاف المتظاهرين في مخيم اليرموك للاجئين احتفالا ب"يوم الارض" ودعما للانتفاضة رافعين الاعلام الفلسطينية والسورية فضلا عن صور للرئيس ياسر عرفات الذي تحاصره الدبابات الاسرائيلية في مقره العام في رام الله. واشاد المتظاهرون بالانتفاضة و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس رافعين لافتات تقول ان "العمليات الاستشهادية رد على مجازر شارون المجرم".وقام المتظاهرون بحرق اعلام اسرائيلية. ودان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي ل"حماس" في تصريحات محاصرة الرئيس ياسر عرفات. وقال: "اذا ظن شارون انه قادر على ضرب البنية التحتية للمقاومة وكسر ارادة شعبنا وفرض الهزيمة فهو مخطيء". لبنان وشهدت المناطق اللبنانية تظاهرات على مدى نهار أمس، شارك فيها مزيج من الاحزاب اليسارية واليمينية الى جانب الأحزاب والحركات الاسلامية والناصرية وحركة "أمل" الى جانب الفصائل الفلسطينية. وألغيت تظاهرة كان من المقرر ان تجري بعد الظهر من المتحف الى بيت الأممالمتحدة وسط بيروت كان من المفترض ان يشارك فيها "حزب الله" الى جانب ندوة العمل الوطني والتجمع الوطني للانقاذ والتغيير. ونظم الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة التجدد الديموقراطي والكتلة الوطنية والمنبر الديموقراطي مسيرة شعبية انطلقت من أمام مبنى الأممالمتحدة. ودعا المشاركون فيها والذين قدروا بالآلاف القادة العرب الى الاسراع في اتخاذ مختلف الاجراءات العملية لانقاذ الشعب الفلسطيني والرئيس عرفات من حملة الابادة الاسرائيلية. وفي مدينة صيدا الجنوبية، نفذ التنظيم الشعبي الناصري ومنظمات اسلامية والحزب الشيوعي والفصائل الفلسطينية يوم غضب عارم في ساحة الشهداء. وكان مخيم عين الحلوة شهد تظاهرة غاضبة لليوم الثاني على التوالي، وشاركت فيها قوات من كتائب الشهيد أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وجرى احراق العلمين الاسرائيلي والأميركي. وفي صور جنوب لبنان، نفذت حركة "أمل" اعتصاماً في نادي الإمام الصادق شارك فيه ابناء المخيمات في المدينة وخرج المعتصمون في تظاهرة جابت الشوارع. كما شهدت مدينة عرسال مسيرة طالبت الدول العربية بدعم الانتفاضة، فيما نظم الأطباء والممرضون في مستشفى بر الياس في البقاع حملة تبرع بالدم لجرحى الانتفاضة. وتظاهر أكثر من عشرة آلاف شخص تظاهروا امس في طرابلس احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي الاخير في الاراضي الفلسطينية. واحتشد المتظاهرون من الليبيين والمصريين والسودانيين ومن الرعايا العرب الاخرين امام مقر سفارة فلسطين في العاصمة الليبية، ورفعوا صورا للرئيس الفلسطيني والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مرددين هتافات دعم لعرفات. وفي الكويت شارك نحو الفي شخص في تظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني تقدمهم فيها رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي وعدد من النواب وشخصيات نقابية واجتماعية. ورفع المتظاهرون، وبينهم مئات من ابناء الجالية الفلسطينية لافتات منددة بشارون وارتجل الخرافي كلمة قال فيها ان: "الشعب الكويتي الذي ذاق مرارة الاحتلال العراقي يدرك جيدا ما يمر به اخواننا الفلسطينيون من محنة على ايدي المحتلين". وانشدت احدى الفتيات الفلسطينيات "اصبر اصبر يا ياسر" و"انت القائد ونحن وراءك" في حين هتف كويتيون شيعة تضامنا مع حزب الله اللبناني. البحرين وتظاهر آلاف البحرينيين عصر امس في المنامة بمناسبة "يوم الارض" تعبيرا عن شجبهم لمحاصرة الجيش الاسرائيلي مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله ومطالبين الدول العربية بممارسة ضغوط على الادارة الاميركية. واحرق المتظاهرون الذين بلغ عددهم نحو ثلاثة آلاف وخمسمئة العلمين الاسرائيلي والاميركي هاتفين "ما بنموت ما بنموت..لو سقطت قمة بيروت"،و"ياصهيوني يا جبان..ما بيفيد الامريكان"و"اسمع اسمع يا بو سلمان ملك البحرين..شعبك ضد الامريكان". وطالب بيان اصدرته ست جمعيات سياسية بمناسبة "يوم الارض" ووزع في التظاهرة بالغاء "العلاقات الدبيلوماسية والسياسية والاقتصادية وكافة الاتفاقات" مع اسرائيل. وتظاهر نحو الفي فلسطيني امس في اكبر مخيم للاجئين في الاردن احتجاجا على محاصرة اسرائيل للرئيس عرفات التي رأوا انها تعتبر "اهانة للعالم العربي". وسار المتظاهرون في مخيم البقعة في ضاحية عمان حاملين اعلاما فلسطينية وصورا لزعيمهم المحاصر، ورددوا "محاصرة عرفات محاصرة للامة العربية"، ووصفوا رئيس الوزراء الاسرائيلي بأنه "مجرم ارهابي". ولم تنتشر قوى الامن الاردنية امس في مخيم البقعة. ويحظر الاردن التظاهرات في الشوارع لكنه يتساهل مع التظاهرات التي تسير في داخل المخيمات. من جهة اخرى، تظاهر بين الفين وثلاثة الاف شخص من فرنسا والمانيا وبلجيكا امس في ستراسبورغ شرق فرنسا تعبيرا عن دعمهم للشعب الفلسطيني والانتفاضة وبدعوة من حزب مسلمي فرنسا. وهتف المتظاهرون "شارون مجرم" و"بوش مجرم" و"حرروا فلسطين" وساروا خلف علم فلسطيني طوله ثلاثون مترا عليه صورة للمسجد الاقصى في القدس. وقال رئيس الحزب محمد الابرش في بدء التظاهرة التي نظمت لمناسبة يوم الارض "نريد اظهار تضامننا مع كل فلسطين وهدفنا تقديم دعمنا لانتفاضة شعب في مواجهة جيش مستعمر".