يقول خبراء اسرائيليون ان قائمة الاولويات التي اعتمدتها حكومة ايهود اولمرت ونالت ثقة الكنيست على أساسها تغيرت مع اندلاع الحرب في لبنان، لتركز على مهمة"كبح الجهات المتطرفة في الشرق الاوسط"والمتمثلة في ايران وسورية و"حزب الله"وحركة"حماس". ورأى المعلق السياسي في صحيفة"هآرتس"ألوف بن، ان الأجندة التي تبناها أولمرت في معركته الانتخابية قبل أربعة أشهر ثم اعتمدها في الخطوط العريضة لحكومته والقائمة على انسحاب أحادي من أجزاء من الضفة الغربية خطة تجميع المستوطنات وعلى مكافحة الضائقة الاجتماعية والفقر في إسرائيل،"تبخرت في الأيام العشرة الأخيرة"وحلت محلها"أجندة قومية جديدة"أساسها كيفية كبح الجهات المتطرفة في الشرق الأوسط، و"هذه المسألة هي التي ستشغل، من الآن، إسرائيل والإدارة الأميركية أيضاً وجهات أخرى تعنيها شؤون المنطقة". وتابع المعلق، المعروف بمصادره وثيقة الصلة بمكتب رئيس الوزراء، أن"الأجندة الجديدة"ستكون في صلب محادثات أولمرت في واشنطن، خلال زيارته المقبلة لها، بعد استتباب الأوضاع على الحدود اللبنانية. وأضاف أنه كلما زادت العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان تعقيداً وتوسعت الى عملية برية"تتعزز قناعة الحكومة وعموم الإسرائيليين بأن الأجندة تغيرت، وأن لا مجال الآن لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية". وقال:"على رغم أن أوساط أولمرت تصر على أن خطة تجميع المستوطنات ما زالت في سلم الأولويات، في حال حققنا الانتصار في لبنان"، إلا أن أحداً من الإسرائيليين لا يؤمن بأنه بدلاً من توجيه"الطاقة القومية"للتفكير في سبل ازالة تهديد الصواريخ من لبنان، يجب اخلاء هذه المستوطنات أو تلك. وذكّر الكاتب بخطاب زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو، لدى تشكيل حكومة أولمرت، الذي قال فيه إن القضية الأهم التي ينبغي أن تشغل إسرائيل هي كبح التهديد الوجودي الذي تشكله إيران، وأنه يجدر توظيف الأموال والإمكانات لذلك، وليس لاخلاء مستوطنين. ويرى المعلق أن الحرب الإسرائيلية على لبنان، وخلافاً لما يروجه آخرون عن"نظرية المؤامرة"، لم يتم التخطيط لها، بل نجمت عن قرار متسرع اتخذه أولمرت خلال ساعات، ما اضطر الجيش الى اخراج مخططاته الجاهزة في الدرج لمواجهة إمكان خطف جنود إسرائيليين. وأضاف أن"الصدفة"لعبت دوراً في تطور الحرب"بعدما ظن كل طرف أن الطرف الثاني لن يشن هجوماً، أما وقد أطلق حزب الله الطلقة الأولى، فقد حصل عارض الدومينو الذي قاد الى حرب ودمار متبادلين وغيّر جذرياً الأجندة. هكذا حصل في الحرب العالمية الأولى، وهكذا في حرب الأيام الستة حزيران/ يونيو 1967".