استأنف رئيس الحكومة الاسرائيلي ايهود أولمرت اتصالاته بزعيم حزب المهاجرين الروس اسرائيل بيتنا اليميني افيغدور ليبرمان لضمه وحزبه الذي يتمثل في الكنيست ب12 نائباً الى الائتلاف الحكومي الذي يواجه مشكلة حقيقية في إقرار الموازنة العامة للسنة المقبلة، بعد تباين في المواقف منها بين الاحزاب التي تشكل الائتلاف. ونقلت وسائل الاعلام العبرية أمس ان تقارباً حصل بين اولمرت وليبرمان بعد لقائهما قبل يومين، وتصريح رئيس الحكومة بأن"اسرائيل بيتنا"شريك مرغوب فيه في توليفته الحكومية. من جهته قال ليبرمان انه في حال أقر حزبه الدخول في الائتلاف فإن تنفيذه سيتم في غضون ساعات. ويرى مراقبون أن اولمرت يميل الى تبني وجهة نظر ليبرمان الداعية الى تغيير طريقة الحكم في اسرائيل واعتماد نظام رئاسي شبيه بالنظام المعمول به في الولاياتالمتحدة، ووضع دستور للدولة العبرية. وأضاف هؤلاء ان اولمرت قد يرى، في غياب أجندة واضحة للحكومة وتراجعها عن خطة تجميع المستوطنات، في تغيير طريقة الحكم في اسرائيل الأجندة الرئيسة لحكومته. ويقوم اقتراح زعيم"اسرائيل بيتنا"على أن يمنح رئيس الوزراء الاسرائيلي صلاحيات واسعة على غرار النظام الرئاسي في الولاياتالمتحدة، وان يتم اختيار رئيس الوزراء في انتخابات مباشرة ورفع نسبة الحسم لدخول الكنيست الى 10 في المئة، ما يحول دون تمثيل الأحزاب الصغيرة، منها العربية، في البرلمان. ومن الشروط الأخرى التي يطرحها ليبرمان للالتحاق بالحكومة الحالية: معارضة خطوات سياسية أحادية الجانب، عدم إخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية، تشكيل لجنة تحقيق رسمية في اخفاقات الحرب على لبنان. وأعلن ليبرمان انه لا يتسرع في الدخول الى الائتلاف الحكومي، وأنه ينتظر نتائج التصويت على مشروع القانون الذي قدمه حزبه الى الكنيست، مشيراً الى أن تمرير القانون سيساهم في قرار الدخول الى الائتلاف. من جهة أخرى، أعربت أوساط في حزب العمل، الشريك الأبرز لحزب"كديما"في الائتلاف الحكومي، عن عدم ارتياحها الى التقارب الحاصل بين اولمرت وليبرلمان. ورأى بعضها ان ضم حزب"اسرائيل بيتنا"الذي يمثل اليمين المتطرف يلزم إعادة النظر في الشراكة الحكومية بين"العمل"و"كديما". وقال رئيس كتلة العمل البرلمانية النائب افرايم سنيه لاذاعة الجيش الاسرائيلي أمس أن موافقة اولمرت على تغيير طريقة الحكم في اسرائيل"مفاجئة"، وانه كان لزاماً عليه ان يطلع حزب العمل عليها، معتبراً انضمام"اسرائيل بيتنا"الى الائتلاف الحكومي"لا يحمل بشائر طيبة لمستقبل هذا الائتلاف". إلا أن أوساطاً في الحزب استبعدت مغادرة الائتلاف، في حال انضمام ليبرلمان اليه، وذلك نظرا الى الأوضاع الداخلية التي تعصف بالحزب وتحالفات قوى فيه تمهد لإطاحة زعيمه وزير الدفاع عمير بيرتس. ورأت هذه الأوساط ان مغادرة حزب العمل للحكومة في الوقت الراهن قد يكون بمثابة ضربة قاضية له، بعدما تراجعت شعبيته وخيبة الاسرائيليين من سلوك بيرتس وأدائه خلال الحرب على لبنان. يشار أخيراً الى أن استطلاعات الرأي الأخيرة تتوقع ان يسجل حزب"اسرائيل بيتنا"المتطرف نجاحاً كبيراً في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأن يرتفع تمثيله من 12 نائباً في الكنيست الحالي الى 18، علماً أن السواد الأعظم من"المهاجرين الروس"يصوت لحزب ليبرمان بفعل برنامجه السياسي اليميني المتشدد.