يتفق المعلقون في الشؤون السياسية والحزبية في اسرائيل على انه في غياب أجندة سياسية واضحة للحكومة الاسرائيلية الحالية، بعد ان تراجع رئيسها ايهود اولمرت عن خطته لتجميع المستوطنات في الضفة الغربية في اطار انسحاب أحادي الجانب من أجزاء منها خطة الانطواء، لم يتبق امامه سوى البحث عن سبل ادامة عمر الحكومة التي تعرضت في الأشهر الأولى على تنصيبها في ايار/مايو الماضي الى هزة كبيرة تمثلت في الحرب على لبنان وما يصفه الاسرائيليون أنفسهم بالفشل في تحقيق الأهداف منها. وتوقف المعلق في"هآرتس"الوف بن عند"التغيير الدراماتيكي الكبير"في مواقف اولمرت المختلفة كما تبدت في خطابه الأخير امام الكنيست، مساء اول من امس قياسا بالخطاب الذي القاه قبل اقل من ستة شهور لدى حصول حكومته على ثقة الكنيست. وكتب بن ان مقارنة بين الخطابين تكشف"فوارق بالغة الدلالة"ففيما وضع اولمرت في خطابه الاول القضية الفلسطينية في رأس سلم اولوياته ورأى وجوب حلها سواء باتفاق او من دونه معتبرا تقسيم البلاد بين الشعبين لضمان غالبية يهودية"حبل نجاة للصهيونية"، فإنه في خطابه الأخير أعلن ان تغيير طريقة الحكم هي المسألة التي تستوجب الاهتمام الأول بهدف ضمان استقرار الحكم، او بكلمات أبسط ديمومة حكومته، علما ان هذه المسألة، كما اشار الكاتب، لم تتضمنها الخطوط العريضة للحكومة. واعتبر المعلق التوجه الجديد لاولمرت مجرد"ألعوبة اعلامية"استلها الأخير من جعبته. وأضاف متهكما ان اولمرت جدد الالعوبة في خطابه الأخير حين أعلن ان التهديد النووي الإيراني يعتبر"خطرًا وجوديا على إسرائيل وخطراً وجودياً على السلام العالمي"بينما اعتبره قبل اقل من نصف عام "ظلاً شديد الوطأة على المنطقة وخطرا على السلام العالمي". وتابع الكاتب ان لجوء اولمرت الى قضايا"الدين والدولة"في خطابه قبل يومين يندرج هو ايضا في اطار التجديدات التي ابتكرها فجأة ودافعها واحد:"الرغبة في البقاء على كرسيّ الحكم وتوسيع الائتلاف من أجل ضمان تمرير الموازنة وتحصين نفسه من المرارة والشراك التي قد ينصبها حزب العمل"، وبكلمات أبسط، فان"العبرة من كلامه هي ان مواقفه جيّدة في وقتها فقط، وتتغير وفقا للمستلزمات السياسية". وختم ان انصاره قد يعتبرونه براغماتياً فيما سينظر اليه خصومه على انه"متلون". ويرى المحرر في"يديعوت أحرونوت"سيفر بلوتسكر ان الحكومة الحالية غريبة الأطوار فهي الأولى التي انتخبها الجمهور على اساس برنامج سياسي واضح خطة الانطواء واجندة اجتماعية جاء بها حزب"العمل"لكنها في واقع الحال تخلت عن البرنامجين"وتورطت منذ تشكيلها في حربين فيما الثالثة تحوم حول رقابنا". وأضاف ان الحكومة التي بدت في ظاهرها حكومة وسط - يسار أثبتت عكس ذلك بقرارات ارتجالية بشن الحرب وبقتلها عددا كبيرا من الفلسطينيين لم تصل الى مثله نسبيا حكومة ارييل شارون. وتابع ان الحكومة تبدو واركانها الآن"ظاهرة عابرة"ووزراؤها أشبه بعابري سبيل في محطة قطار نائية. وختم ان الاسرائيليين لا يولون الثقة لهذه الحكومة ولا يعتمدون عليها سواء في القضايا العسكرية او تقديم الخدمات للمواطنين وتحسين الاوضاع الاجتماعية ما يؤكد انها"حكومة موقتة". من جهته كتب المعلق في"معاريف"اوري يبلونكا ان اولمرت يستطيع المنافسة بقوة على لقب"اكثر رئيس حكومة عديم افق سياسي في تاريخ اسرائيل".