استمر تدفق النازحين بكثافة، امس من الجنوب بعدما وجهت الاذاعة الاسرائيلية انذاراً الى الاهالي المتبقين باخلاء المنطقة الحدودية الى ما وراء نهر الليطاني. كما واصل اهالي قرى في البقاع الغربي وضاحية بيروت الجنوبية وقرى وبلدات في اماكن اخرى تعرضت للقصف، نزوحهم الى مناطق اكثر أمناً بعدما فقدوا القدرة على احتمال القصف الذي يستهدفهم وعجزوا عن ايجاد الملاجئ القادرة على حمايتهم من القذائف والصواريخ ذات القدرة التدميرية الهائلة والمحرم بعضها دولياً. وتصاعدت في الوقت نفسه نداءات استغاثة المواطنين في البلدات والقرى المدمرة والمحاصرة والمهددة بالابادة، مناشدين المؤسسات الانسانية والاجتماعية وهيئات حقوق الانسان والصليب الاحمر اللبناني والدولي، التحرك السريع للدخول الى هذه البلدات والعمل على تأمين الماء والادوية والغذاء ومقومات الصمود كافة. ومن بلدة عين ابل المحاصرة منذ سبعة ايام والتي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود مع اسرائيل، وجه المحاصرون نداء الى المسؤولين لمساعدتهم"في هذه المرحلة الصعبة". وناشد أهالي قرى: دير قانون النهر، برج رحال، بدياس، طير حرفا، زبقين، صديقين وقانا وغيرها المعنيين اغاثتهم بعدما فقدوا الأدوية وحليب الأطفال والمواد الغذائية. وجدد اهالي بلدة القوزح - قضاء بنت جبيل المحاصرة، مناشدتهم المتكررة للمؤسسات الإنسانية التحرك السريع للدخول الى البلدة والعمل على تأمين الأدوية، خصوصاً ان هناك عدداً من مرضى السكري يفتقرون الى مادة الأنسولين. وسجلت حركة نزوح سكانية كبيرة من مختلف قرى صور في اتجاه صيدا وبيروت عبر بعض الطرقات الفرعية. وأشرفت اللجان والهيئات الرسمية والاهلية التي تم تشكيلها بطلب من محافظ الجنوب العميد مالك عبد الخالق على تأمين النازحين في المدارس الرسمية والخاصة في صيدا وتزويدهم بالمساعدات الغذائية والطبية. وأعلنت لجنة الطوارئ المركزية في حزب"الكتائب اللبنانية"انها تمكنت من"تأمين كميات من الخبز، والطحين، والأدوية للامراض المزمنة، والمستعصية، الى بلدة القليعة في الجنوب، وبعض بلدات حاصبيا ومرجعيون. وأكدت اللجنة"انها تسعى الى تأمين كميات من المواد المماثلة الى القرى المحاصرة في صور، وبنت جبيل، خلال الساعات القليلة المقبلة". وفي اتجاه الشوف، استمرت حركة النزوح وأحصي وجود اكثر من 30 الف نازح في المنطقة، موزعين على مراكز استقبال النازحين والبيوت. وتتابع وصول النازحين الى منطقة البقاع وتحديداً الى مدينة زحلة ومنطقتها. اذ بلغ عدد النازحين حتى امس، نحو خمسة آلاف عائلة تم توزيعها على المدارس الرسمية والخاصة. واتخذ محافظ الجنوب وبالتنسيق مع بلدية صيدا قراراً بجعل الملعب البلدي لمدينة صيدا مركز توزيع مركزي للمساعدات الغذائية والعينية الاجتماعية للمناطق والبلدات والقرى الجنوبية كافة. وتشرف على هذا التوزيع اللجان المشكلة من المؤسسات والهيئات الرسمية بالتعاون مع المؤسسات الاهلية. واعلن رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري"ان عدد الوافدين إلى صيدا وجوارها حتى السابعة من صباح امس، بلغ 23 ألف مواطن تم توزيعهم على المدارس الرسمية والمؤسسات العامة والمنازل والمباني ودور العبادة وغيرها"، لافتاً الى"ان مبنى البلدية اعتمد مركزاً رئيسياً لاستقبال النازحين وتوزيعهم، وان المؤسسات الأهلية تسلمت إدارة مراكز إيواء النازحين بالتعاون في ما بينها والتنسيق مع البلدية". وأشار الى"ان نسبة90 في المئة من النازحين وصلوا إلى المدينة وهم لا يحملون سوى الملابس التي يرتدونها". ولفت الى انه سجل امس حصول خمس حالات ولادة بين النازحين في المدينة، فضلاً عن ان هناك أكثر من 70 امرأة حامل". أضرار البقاع وأصدرت هيئة الإغاثة في البقاع تقريراً عن الأضرار التي أحدثتها الغارات الاسرائيلية على منطقة البقاع منذ بداية العدوان، اكدت فيه ان"الطائرات الحربية الاسرائيلية دمرت 30 منزلاً تدميراً كاملاً، وألحقت الأضرار بنحو الف منزل ودمرت خمس محطات بنزين وعشرين جسراً وعبارة بحسب الإحصاءات الأولية، اضافة الى تدمير مسمكة وإلحاق خسائر بخمس مزارع للمواشي والطيور وأربعة معامل". وأشارت هيئة الاغاثة، المؤلفة من"حزب الله"والأحزاب والفعاليات الاجتماعية والدينية وبالتنسيق مع البلديات والدفاع المدني والصليب الاحمر والجمعيات الاهلية والرعائية، الى انه"تم انشاء 17 فريق انقاذ بالتعاون مع مهندسين مختصين وبالتنسيق مع بلديات المنطقة مجهزة بالعدة والآليات بوكلين، جرافات وغيرها للانقاذ الفوري وانتشال الجثث والمصابين من تحت الانقاض والركام الحاصل جراء العدوان البربري. وبعد التنسيق مع الدفاع المدني اللبناني والصليب الاحمر اللبناني تم تجهيز 22 طاقماً من الدفاع المدني عملت على انقاذ الجرحى ونقلهم الى المستشفيات وتجهيز الشهداء، وبلغ عدد الجرحى حتى تاريخه 142 جريحاً وعدد الشهداء 30 شهيداً. وأوردت المديرية العامة للدفاع المدني في وزارة الداخلية ان عناصرها سجلت ايام 17، 18 و19 الجاري 525 عملية إطفاء و757 عملية اسعاف وانقاذ. وطالب رئيس اقليم"كاريتاس"جبيل الأب طوني حردان، من المقتدرين والميسورين واصحاب الارادات الطيبة، تقديم المساعدات ولا سيما الأدوية والمواد الغذائية"لان اعداد الوافدين الى هذه المنطقة فاقت التصورات". وعقد في المقر الموقت لاتحاد بلديات قضاء بشري في الكرسي البطريركي القديم في الديمان اجتماع، قرر"استضافة النازحين في المدارس الرسمية، على ان تتولى البلديات توفير لوازم الاعانة الطارئة". وعقد اجتماع في بلدية حلبا حضره رؤساء بلديات المناطق العكارية تناولوا فيه التطورات الراهنة في شأن النازحين الى قرى وبلدات عكار. واكدت بعض المداخلات على ان"لا وقت للسياسة في هذا الوضع الحرج، وليس الوقت المناسب لتصفية الحسابات". واعلن بيت الزكاة في لبنان"استنفار طاقاته وصداقاته المحلية والعربية من اجل القيام بحملة اغاثية مهمة تتصاعد كلما وأنّى وجدت الحاجة، ازاء تدفق الاخوة النازحين من القصف والتدمير". ووضعت عشرات الهيئات الاجتماعية امكاناتها في تصرف النازحين واعلنت عن فتح مكاتبها للمتطوعين والتبرعات العينية. فيما اعلنت هيئات اخرى عن حملات تبرع وبينها اللجنة الاولمبية اللبنانية التي قررت"فتح حساب مصرفي تحت رقم: Branch Hazmieh - SAL Bank BLOM 853921 : No Account Libanais Olympique Comite :Beneficiary LBBX BLOM : Code SWIFT.