واصلت ميليشيات"المحاكم الإسلامية"هجومها على معاقل آخر زعماء الحرب في مقديشو. وسقط عشرات بين قتلى وجرحى في المعركة التي استخدمت فيها قذائف المورتر والأسلحة الرشاشة واستمرت لليوم الثاني، على رغم إعلان الإسلاميين، أول من أمس، بسط سيطرتهم على العاصمة الصومالية. وتضاربت التقديرات حول أعداد الضحايا. ففي حين نقلت"فرانس برس"عن شهود ومقاتلين من الجانبين ان 18 شخصاً قُتلوا، هم ستة مقاتلين تابعين لزعماء الحرب وخمسة عناصر إسلامية وسبعة مدنيين، قال ل"رويترز"عبدالقادر شيخ، وهو مسؤول في مستشفى المدينة التي تستقبل جرحى وقتلى المعارك في مقديشو:"أنا واثق من أن أكثر من 60 قتلوا حتى الآن". وتعهد زعيم"المحاكم"الشيخ حسن ضاهر عويس مواصلة القتال"حتى النهاية"ضد أنصار زعماء الحرب في مقديشو. وقال في تصريحات صحافية أمس:"هاجَمَنا مقاتلو تحالف زعماء الحرب. ميليشيا عبدي عوالي قيبديد هي من مخلفات هذا التحالف، لذلك لا خيار لدينا سوى أن نقاتل حتى النهاية". وفر مئات الصوماليين من منازلهم في جنوب مقديشو حيث جرى القتال بين الإسلاميين وفلول ميليشيات زعيمي الحرب عبدي عوالي قيبديد وحسين عيديد الذي يتولى أيضاً حقيبة الداخلية في الحكومة الانتقالية الضعيفة. وانتقد إسماعيل حوري نائب رئيس الوزراء موقف"المحاكم". وقال:"لا بد أن ينبذوا العنف كي يشاركوا في المفاوضات مع الحكومة. أما أن يفرضوا سطوتهم بقوة السلاح، ثم يأتون إلى المفاوضات، ففي ذلك تناقض!". ودعت الحكومة إلى إبعاد بعض قادة"المحاكم"من المحادثات المقررة السبت المقبل بسبب هذه المعارك. وقال عيديد الذي رأس اجتماعاً للحكومة في بيداوة، أمس، إن الإسلاميين الذين شاركوا في هذه المعارك"لا ينبغي أن يحضروا أو يشاركوا في المحادثات المقبلة في الخرطوم". وطلب من الميليشيات الإسلامية"الانسحاب إلى مواقعها". في غضون ذلك، قال عويس إن الصومال بأسره يجب أن يُحكم بالشريعة الإسلامية، كما دعا إلى محاكمة الرئيس الأميركي جورج بوش لتمويله زعماء الحرب. وشدد على أن"حكم الصومال بالشريعة الإسلامية واجب إلزامي". وأبدى تفاؤلاً بالمحادثات مع الحكومة. وقال:"نأمل في أن نستطيع التوصل إلى اتفاق". وأضاف إن"الجيد في الشعب الصومالي هو أنه متى اجتمع يتفق ... خوفنا الوحيد من تدخل اثيوبيا ومن على شاكلتها مثل الأميركيين".