انشغلت الولاياتالمتحدة بحدثين قانونيين، أمس، الأول بدء المداولات القضائية تمهيداً لمحاكمة الفرنسي من أصل مغربي زكريا الموسوي، المتهم الوحيد بالتورط باعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، والثاني مثول وزير العدل ألبرتو غونزاليس أمام الكونغرس في جلسة ساخنة لفضيحة برنامج التنصت السري سنوب غيت التي قد تطاول الرئيس جورج بوش شخصياً. راجع ص 8 وأخرج الموسوي 37 سنة من قاعة قصر العدل في الكسندريا في ولاية فرجينيا بعد دقيقتين على بدء أول جلسة محاكمة له إثر احتجاجه بصوت عال على سلطة المحكمة وعلى محاميه. ونقل مصدر قضائي عن الموسوي قوله:"أريد الاستماع اليّ"، مضيفاً وهو يشير بيده الى محاميه"هؤلاء لا يمثلونني". وردت عليه القاضية ليوني برينكيما بأن دوره في الكلام لم يصل بعد، فردد"هؤلاء الأشخاص لا يمثلونني... أنا القاعدة". وأفادت وكالة"فرانس برس"ان الموسوي دخل القاعة مرتدياً لباس المساجين الأخضر وملتحياً، وقال:"هذه المحاكمة مهزلة"، فأخرج من القاعة. وبدأ أمس اختيار المحلفين الذين سيقررون مصيره في محاكمة معقدة جداً مع تجاهل المتهم نصيحة المحامين وتمسكه بالاعتراف بالتواطؤ في الاعتداءات، وبأن زعيم"القاعدة"أسامة بن لادن أبلغه أن طائرات مدنية ستفجر في مقار رسمية وناطحات سحاب في الولاياتالمتحدة. وتعزّزت المخاوف مع تلقي المعتقل دروساً في قيادة الطائرات في مدينة مينيسوتا، وحصوله على 14 ألف دولار من رمزي بن الشيبة"منسق اعتداءات 11 أيلول"، إضافة إلى إقامته في لندن عام 1992 حيث تحوّل الى التشدد الاسلامي بعد تردده على مسجد"فينزبوري بارك"، ثم سفره إلى أفغانستان واجتماعه مع خالد الشيخ محمد"العقل المدبر للاعتداءات"، قبل انتقاله الى الإقامة في ماليزيا. وعبّرت عائشة الوافي، والدة الموسوي عن مخاوفها من إدانة ابنها لمجرد كونه عربياً، على رغم ان محامين فرنسيين اشاروا إلى تأكيد قياديين في"القاعدة"معتقلين لدى السلطات الأميركية، ان احداً لم يطلب من الموسوي المشاركة في الاعتداءات، لعدم التجانس في سلوكه. وفي واشنطن، دافع وزير العدل الأميركي ألبرتو غونزاليس في شهادته أمام اللجنة القضائية في الكونغرس عن قانونية البرنامج السري الذي أطلقته ادارة بوش من دون إذن قضائي، للتنصت على مشبوهين بالإرهاب بعد اعتداءات 11 أيلول. واعتبر الوزير البرنامج"ضرورياً وقانونياً ويحترم الحقوق المدنية وصلاحيات الكونغرس"، ووضعه ضمن إستراتيجية"مكافحة الإرهاب"، مؤكداً ان واجب الرئيس الأميركي اتخاذ"كل ما يلزم لحماية الأمن القومي". ورداً على اتهامات بعدم شرعية البرنامج، قال غونزاليس إن"الاستخبارات والإدارة لا تحتمل فرض مستويات من المراقبة القانونية على برامجها". وانتقد السناتور الجمهوري ورئيس اللجنة القضائية أرلن سبكتر انتهاك البيت الأبيض العملية القانونية، وإطلاق البرنامج من دون اذن قضائي، فيما شكك السناتور الديموقراطي باتريك ليهي في لائحة"المشبوهين بالإرهاب"التي تعتمدها الإدارة، وتخوف من وجود"ناشطين حقوقيين وإعلاميين ومناهضين للحرب"ضمنها. وستستكمل جلسات"سنوب غيت"هذا الأسبوع باستجواب مسؤولين في وكالات الأمن القومي والاستخبارات. على صعيد آخر، بدأ مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي أف بي آي روبرت مولر، أمس، زيارة للمغرب في إطار جولة تشمل الجزائر وتونس أيضاً وتهدف الى التنسيق مع البلدان المغاربية في"الحرب على الإرهاب". وتأتي جولته وسط مخاوف من نشاط متنام لمتشددين إسلاميين في المنطقة وعشية زيارة سيقوم بها وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد للمغرب والجزائر الأحد المقبل. راجع ص 5 في غضون ذلك، أكد المهندس محمد الظواهري، شقيق الدكتور أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، إنه لا يزال قيد الاحتجاز لدى السلطات المصرية منذ"عدة"سنوات. وقال الظواهري المحكوم عليه بالإعدام في إحدى قضايا العنف الديني، إنه مقيم في سجن يطلق عليه اسم"شديد الحراسة" يقع في منطقة سجون طرة جنوبالقاهرة، ولم ينفذ فيه حكم الإعدام الذي زعم بعض وسائل الإعلام انه نفذ فيه. وكانت الإمارات سلّمت محمد الظواهري للسلطات المصرية عام 1999. ويعتقد أنه رأس حركة الجهاد الإسلامي مع شقيقه في مصر، كما شارك في عمليات لتنظيمه في أفغانستان وباكستان والسودان، بالإضافة الى العمل عن كثب مع شقيقه الدكتور أيمن وزعيم"القاعدة"أسامة بن لادن.