وفاة الأطفال الأتراك الثلاثة بإنفلونزا الطيور، وازدياد عدد المشتبه في إصابتهم، هز تركيا قبل العيد. فتهديد الفيروسات لا تعوقه حدود. والعثور على انفلونزا الطيور في بلدة ناللي خان، القريبة من أنقرة، بعد ظهوره بشرق الأناضول، يفرض على الشعب والحكومة التصرف بعناية، واتخاذ التدابير الضرورية. وحلول عيد الأضحى يزيد الخطر بسبب ذبح الأضاحي. وبدل ان تتهم الحكومة الآخرين بپ"الحشرية"، كان عليها التعامل بجدية أكثر مع الحادثة قبل الوفاة. والأبحاث التي بدأتها منظمة الصحة العالمية في شأن موت أطفال عائلة كوتشيغيت، تنذر بكارثة كونية، فمن المرعب أن يكون الفيروس الذي قتل الأطفال الثلاثة، في فان، من النوع الذي ينتقل من إنسان الى آخر. ومسؤولو منظمة الصحة العالمية قوموا الخطر كما يأتي:"منذ خمس سنوات ونحن نجري فحوصات انفلونزا الطيور، والى اليوم لم نصل الى نتيجة تثبت انتقال فيروس هذا المرض من إنسان الى آخر، ونأمل أن لا تظهر النتائج المقبلة من أنقرة عكس ذلك. فإذا أظهرت العينات المأخوذة من الضحايا ان الفيروس ينتقل بين البشر فهذا يعني كارثة". وما قاله زكي كوتشيغيت، أبو الأطفال الثلاثة الذين قتلهم مرض انفلونزا الطيور، له مغزى:"يتصلون بي من أميركا وأوروبا، هواتفي مشغولة دائماً، ولكن لا أحد يتصل بي من تركيا، لا من وزارة الصحة ولا من غيرها. فقدت ثلاثة من أطفالي، وقد أكون، أنا وزوجتي، مرضى، ولم يعرضوا علي حتى اجراء الفحص عن يد ممرضة". وثمة هلع كبير بارزروم، وقارص، وأغري. وبعد الذي حدث في مانياس، قبل أشهر، كان يجب أن يدعو الحكومة الى تحذير الرأي العام. وفي جو تتهم فيه الحكومة من يلفت الانتباه الى خطر المرض بپ"الحشرية"، قد يتهم أحدهم"الدجاجة المريضة"بالمسؤولية عن موت الأطفال الثلاثة. فنحن لا نزال غير قادرين على توفير مستوى المعيشة"الإنساني"لمواطنينا على أبواب الاتحاد الأوروبي. وانفلونزا الطيور تضرب الفقير، ويموت الأطفال الأبرياء، وندخل عيداً مشؤوماً. عن دريا سازاق،"ملليت"التركية، 9/1/2006