الأغنياء فقط يستطيعون الاستمتاع بمشاهدة مباريات كأس العالم عبر التلفزيون، أما الفقراء فممنوعة عليهم هذه المتعة، ويجب عليهم أن يناموا مبكرين، أو يبحثوا عن طريقة لمشاهدة المباريات الدولية التي ينتظرونها كل أربع سنوات. من يستطيع أن يوفر نحو 1500 ريال سعودي أو 200 دينار أردني، أو 300 دولار، هو القادر على أن يرى مباريات كأس العالم على القنوات المشفرة للشبكة التلفزيونية العربية الفضائية الخاصة، التي احتكرت بث هذه المباريات في العالم العربي. وهؤلاء مهما غالينا في تقدير عددهم فهو لن يتجاوز المليون عربي، أما بقية ال 200 مليون عربي فلهم الله. وكنا سنلوم اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العربية لعدم استطاعته كسر احتكار من حصل على حقوق البث، لأن هذا الاتحاد عودنا على حصوله على حقوق البث في دورات المونديال السابقة، ولأن من حق المواطن العربي على دولته، ونقصد وزارة الإعلام، أن يشاهد مثل هذا الحدث الرياضي العالمي المهم، الذي يستمر شهراً كاملاً. ولكن، كما علمنا من مصادر الاتحاد العربي للإذاعات والتلفزيونات، فأنهم حاولوا بالفعل الحصول على حقوق بث مباريات"المونديال"، وان هذا الاتحاد قدم عرضاً سنة 2002 بمبلغ 43 مليون دولار للحصول على حق بث مباريات الدورة الحالية، ولكن شبكة راديو وتلفزيون العرب دفعت أكثر، وحصلت على حق البث. والمهم أن نشير هنا إلى أن شبكة راديو وتلفزيون العرب"إي آر تي"رفضت مقترحاً في حينه أي عام 2002 من الاتحاد العربي للتفاوض جماعياً مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، للحصول على حقوق البث بأسعار اقل. لا احد ينكر حق"إي آر تي"في أن تعوض ما دفعته من مبلغ كبير يقال انه 60 مليون دولار للحصول على حقوق البث، وأن تربح بعد ذلك لتعوض خسائرها الدائمة. ولكن اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العربية، كما صرح بذلك في مؤتمر صحافي مدير التلفزيون الجزائري حمراوي حبيب شوقي، أبدى استعداده لدفع مبلغ 85 مليون دولار لشبكة"إي أر تي"للحصول على حقوق إعادة البث، غير ان الشبكة رفضت مبدأ التفاوض. وأكد حبيب شوقي انه كان بالإمكان دفع المبالغ الضرورية، لو أن"إي آر تي"تجاوبت في هذا الشأن. في المقابل يقول مسؤول تلفزيون عربي كبير:"يبدو أن"إي آر تي"تريد الرد على الاتحاد العربي الذي حرمها من عضويته، فرفضت مبدأ التفاوض، ولكن إذا كان هذا احد الأسباب"الكامنة"، فلماذا لم تتفاوض"إي آر تي"مع تلفزيونات الدول العربية مباشرة؟ واضح ان"إي آر تي"كي تثبت انها فعلاً وكما يدل اسمها راديو وتلفزيون العرب، يجب الا تحرم ملايين العرب من متعة مشاهدة مباريات"المونديال"خصوصاً في الدول العربية الفقيرة، مثل موريتانيا والسودان، أو حتى الأردن وغيرها، لا سيما أن العروض التي قدمت إلى القناة للحصول على إعادة البث مربحة تجارياً لها؟ والمهم أيضاً في الموضوع هو أن"إي آر تي"حجزت منذ الآن حقوق بث مباريات"مونديال"عامي 2010 و2014، ولكننا نعرف انه إذا قدم اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العربية عرضاً اكبر لپ"الفيفا"، فإنه سيحصل عليهما. إذاً فليتعاضد أعضاء الاتحاد العربي ويقدموا العرض الأكبر، حتى يستطيعوا كسر اي احتكار، فيدعو المواطنون العرب الفقراء - الذين يلاحقهم الاحتكار وتلاحقهم العولمة - لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات العربية بالنجاح الدائم وطول العمر.