قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب 70 آخرون في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري قرب مصرف وسط كركوك، في أحدث ضربة تُوجه الى المساعي الهادفة لتعزيز الملف الأمني في المحافظة بعد ساعات من دعوة أطلقتها لجنة برلمانية لدعم الأجهزة الأمنية «لوجستياً» وزيادة أعدادها، عقب تصاعد أعمال العنف منذ شهور. وأفاد مصدر أمني أن «سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت الخميس قرب مصرف «واحد حزيران» وسط كركوك ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 70 آخرين في حصيلة غير نهائية». وبين أن الانتحاري «استهدف عناصر أمنية كانت في انتظار استلام رواتبها من المصرف، في وقت كان المكان مكتظاً بالمارة لوقوعه قرب المحال التجارية في المدينة». ويوجه الهجوم ضربة إلى مساعي تهدئة الأوضاع في كركوك وهي من أهم المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، وشهدت في الشهور الأخيرة أعمال عنف طاولت أطباء وتجاراً أعقبتها سلسلة تظاهرات لأبناء القومية التركمانية، فيما طالبت جهات وشخصيات سياسية من التركمان والعرب بتشكيل قوات خاصة تابعة لها بعد اتهامها الأجهزة الأمنية ب «العجز» عن حفظ الأمن. وكانت لجنة تقصي حقائق برلمانية طالبت خلال مؤتمر صحافي عقدته مساء أول من أمس في كركوك بعد اجتماعها مع القيادات الأمنية في المحافظة للوقوف على أسباب تدهور الملف الأمني ب «تقديم الدعم اللوجستي لعمل الأجهزة الأمنية في المحافظة وزيادة عديدها». وذكرت اللجنة أن لديها معلومات «خطيرة ومهمة» عن الجهات التي تقف وراء أعمال العنف، مشيرة إلى أن هذه الجهات «تسعى من وراء عمليات الاختطاف إلى تمويل عملياتها بعد فقدانها التمويل الذي كانت تتلقاه سابقاً، من خلال المساومة مع ذوي المختطفين. ودعا رئيس مجلس المحافظة حسن توران إلى «تشكيل قوات أمنية جديدة بعدما يتم فتح باب التطوع لأبناء المحافظة»، وقال إن القضاء العراقي «يتحمل جزءاً من مسؤولية الخروقات الأمنية بعد إطلاق سراح معتقلين متهمين بالإرهاب»، فيما قال النائب عن «القائمة العراقية» عضو لجنة تقصي الحقائق عمر الجبوري إن اللجنة «اتفقت على اتباع الحيادية بعيداً عن التأثيرات السياسية». وحذر رئيس المجموعة العربية في مجلس المحافظة محمد خليل الجبوري من أن «التردي الأمني سيشهد تصعيداً خطيراً في ظل تجاهل دور الأقليات المتعايشة في المدينة واستحواذ طرف على إدارة الشؤون الأمنية في كركوك». واعتبر «أن إصرار الأكراد على رفض إشراك العرب والتركمان في الملف الأمني سيؤدي الى مزيد من ضحايا الهجمات الإرهابية». وكانت كركوك شهدت مساء أول من أمس مقتل ضابط برتبة نقيب وجرح خمسة آخرين بينهم آمر فوج لواء 46 وثلاثة جنود آخرين اثر انفجار عبوة ناسفة غرب المدينة. وقال مصدر أمني في كركوك ل «الحياة» إن «عبوة استهدفت عجلة عسكرية تابعة للفوج الأول لواء 46 من الجيش العراقي بالقرب من قرية الصباغية التابعة لناحية الزاب أدت الى مقتل وإصابة الضباط والجنود». وتشهد كركوك منذ سنوات خلافات سياسية بين العرب والتركمان من جهة والأكراد من جهة ثانية حول عائديتها.