ترغب أميركا في مفاوضة مع إيران. ولكن ما هي غاية التفاوض هذا؟ وما معنى الرسائل الأميركية غير الشفافة، والإصرار على التفاوض في الأشهر الثمانية الماضية عبر قنوات عراقية وأوروبية؟ يقول السيد جورج بوش، والناطق باسم البيت الأبيض، وكوندوليزا رايس، ان تخلي إيران عن تخصيب اليورانيوم هو شرط التفاوض. ولكن هل التفاوض يرسي الاحترام بين الطرفين، ويحسن العلاقات ويخفف التوتر؟ ولماذا تساند أميركا وبريطانيا الحركات الانفصالية بإيران والاضطربات؟ والحق أن أميركا تسعى الى حمل الصينوروسيا على الالتفاف على معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل وتقارير المفتشين الدوليين الإيجابية عن المنشآت النووية الإيرانية. فعروض التفاوض الأميركية مع إيران ليست سوى محاولة لخداع روسياوالصين. ويربط الأوروبيون بين المفاوضات النووية وبين"ضرورة تقديم ضمانات أمنية أميركية الى إيران". وهذا كلام شيطاني يحظى بموافقة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي. فهو حاسم في ان البرنامج النووي الإيراني عسكري، وان إيران تصنع قنبلة نووية لضمان أمنها. ويزعم أن الجمهورية الإسلامية ضعيفة وغير مستقرة، وتحتاج الى ضمانات أمنية من أميركا. وترى كوندوليزا رايس أن إيران"بنك"الإرهاب المركزي. فهي تساند"حزب الله"وپ"حماس". وعليه، فالكلام على ضمانات أمنية الى"بنك الإرهابي"عجيب وغير مفهوم. وهذه"بروباغندا"للتستر على عمليات القتل والظلم بأفغانستانوالعراق، وعلى ضعف أميركا وضعف استقرارها. وسعت أميركا وبريطانيا الى إقناع السياسيين الإيرانيين بضعف إيران. فبعثتا التوتر والاضطراب والخطف في المناطق الحدودية الإيرانية، واجتمع بلير وبوش بالمعارضة الإيرانية في الخارج. ووعدت أميركا جماعة المنافقين اسم مجاهدين خلق الإيراني الرسمي، بالاعتراف رسمياً بهم. وعلى فرنسا وبريطانيا وأميركا التخلي عن تخصيب اليورانيوم إذا صح أنه خطر ويهدد السلام العالمي. وعلى إدارة بوش إعلان الندم على انتهاكها حقوق الإنسان بالشرق الأوسط، ورغبتها في استعادة مكانتها في العالم. وهذا الإعلان هو شرط تعاون شعوب المنطقة معها للتوصل الى ضمانات تخول الجيش الأميركي الانسحاب من العراقوأفغانستان، على ما انسحب الجيش السوفياتي الشيوعي من أفغانستان. عن محمد إيماني"كيهان"الايرانية، 1/6/2006