استولى ابطال مسلسل"اكس مان"على واشنطن. وصار في الامكان الحصول على عشرة أبطال بثمن بطل واحد، وتحول أركان إدارة بوش بين ليلة وضحاها الى ابطال فعليين. فوزير الخزانة صار"غولد مان"الرجل الذهبي، ووزيرة الخارجية"رياليستيك"واقعية، وحتى الرئيس نفسه صار"ريغريتو"نادماً. فبعدما أدرجت الولاياتالمتحدةإيران في"محور الشر"، وألفت نفسها عاجزة عن معالجة تهديداتها النووية، صرحت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أنها عازمة على التعاون مع"حلفائها الاوروبيين"، على عرض اتفاق ديبلوماسي على طهران. وفي اليوم التالي، لم تقتصر على مناقشة الاتفاق مع الاوربيين، بل أيضاً ناقشته مع وزيري خارجية روسيا والصين. وهذا أفضل أسبوع للديبلوماسية الاميركية منذ دخل جورج بوش البيت الابيض. وفي خطوة غير مسبوقة، تحدثت رايس عن"علاقات ايجابية بين الشعبين الاميركي والايراني، على مستوى التعليم والتبادل الثقافي والرياضة والسياحة والتجارة والاستثمار". وأنا أنحني أمام الدكتورة رايس وقد يكون من المفيد ذكر درجتها العلمية على طريقة كيسنجر. فهي مثل الدكتور كيسنجر قبلها، أثبتت انه يمكن انجاز كثير من الأمور بالمثابرة والإقناع، ولو من موقع ضعيف. فإدارة بوش أدركت أنها غير قادرة على مواجهة القدرة النووية الايرانية المتنامية، بالقوة. ولكن هل تقع أميركا، مرة أخرى، في فخ كوريا الشمالية؟ فهي استفادت من العروض، ولم توقف برنامجها النووي، بل استغلته للابتزاز. وهذا جائز طبعاً. ولكن في حال صنعت ايران قنبلة نووية، وهذا احتمال غير بعيد إذا ألغيت العصا، فالعلاقات الديبلوماسية ليست غاية. وإذا كانت الحرب آخر ملاذ للسياسة الخارجية، فقدت هذه صدقيتها. هذا جوهر الواقعية. وعليه، فالديبلوماسية الاميركية تفقد جدواها إن لم يبق الإيرانيون خائفين. وعليهم أن يدركوا أن الأسلحة النووية ليست حقاً مكتسباً، على ما يحلو لهم القول، بل هي انتهاك لمعاهدة الحد من الانتشار التي وقعتها إيران، وتهديد للأمن. عن نيال فيرغوسون،"دايلي تلغراف"البريطانية، 4/5/ 2006