كشفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين النقاب عن انها قدمت اقتراحاً عملياً للخروج من الازمة السياسية والدستورية الراهنة التي دخل فيها النظام السياسي الفلسطيني منذ فترة، وباتت تشكل تهديداً لكل منجزات الشعب الفلسطيني على مدى الاعوام الطويلة الماضية. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الدكتور رباح مهنا ل"الحياة"ان رئيس الوزراء اسماعيل هنية وحركة"حماس"وافقا على الاقتراح الذي قدمته الجبهة خلال اجتماع عقده قياديون فيها مع الممثل الشخصي للرئيس محمود عباس روحي فتوح ورجل الاعمال منيب المصري مع هنية ومسؤولين حكوميين وقياديين من"حماس". واضاف مهنا ان فتوح والمصري عضوي اللجنة المنبثقة من الحوار في رام الله المكلفين مع رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك اجراء حوارات في غزة، وعدا بنقل الاقتراح الى الرئيس عباس قبل اعطاء موقف بالموافقة عليه او رفضه. واشار الى ان فتوح والمصري حملا الاقتراح وتوجها الى رام الله في اعقاب الاجتماع المطول الذي استمر حتى الثالثة من فجر أمس. وكشف مهنا ان الاقتراح يتضمن ثلاث مراحل، ويشكل مخرجاً لثلاث مسائل هي: مكان انعقاد جلسات الحوار، ومدة الحوار، والاستفتاء الشعبي حول وثيقة الاسرى الذي يلوح به الرئيس عباس وترفضه بشدة الحكومة و"حماس". وتصر الرئاسة وحركة"فتح"على بقاء الحوار في رام الله في مقابل اصرار من جانب"حماس"والحكومة على نقله الى غزة، يساندها في ذلك"حركة الجهاد الاسلامي"و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"، في وقت تبذل الشعبية والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين جهوداً غير عادية من أجل التوسط بين الطرفين. كما حدد الرئيس عباس يوم امس آخر موعد للتوصل الى اتفاق في الحوار ملوحاً بالدعوة الى تنظيم استفتاء وانهاء الحوار بل استمراره على الاقل في رام اللهوغزة وليس رام الله وحدها. وقال مهنا ان المرحلة الاولى تتضمن ثلاثة عناصر هي اعتماد البيان الختامي الصادر عن مؤتمر الحوار الذي عقد يومي 25 و 26 من الشهر الماضي، واعتبار وثيقة الاسرى ارضية صالحة للحوار، وان نتائج الحوار لم يتم التوصل اليها نظراً لعدم مشاركة ممثلي"حماس"و"الجهاد الاسلامي"في جلسات الحوار في رام الله. اما المرحلة الثانية التي من المفترض ان تبدأ اليوم وتستمر حتى اسبوعين، فيجب ان يستمر خلالها الحوار في غزةورام الله، وان يعقد اجتماع بين عباس وهنية خلالها لحل معضلة صلاحيات الحكومة ورئيسها، وتتضمن ايضا وقف الحملات الاعلامية بين الطرفين، والبحث في القضايا الخلافية. اما المرحلة الثالثة، حسب مهنا، فتشمل عقد لقاء في الخارج يجمع ممثلين عن الداخل والخارج والرئيس عباس والرئيس هنية والرئيس الدويك لاعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيلها لانضمام"حماس"و"الجهاد الاسلامي"اليها، والوصول الى اتفاق حول البرنامج السياسي الموحد وتشكيل حكومة ائتلاف وطني. وسألت"الحياة"عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية صالح زيدان عن توقعاته ان كان الرئيس عباس سيقبل بالاقتراح او الاصرار على اجراء الاستفتاء الشعبي غير المنصوص عليه دستورياً، فقال ان اليوم الثلثاء سيكون يوم الحسم، مفضلاً التريث وعدم الافصاح عن توقعات قد لا تحترم المصلحة الوطنية والحوار الدائر حالياً، خصوصا ان الجبهة الديموقراطية تلعب دوراً في الوساطة الجارية حالياً الى جانب"الشعبية"والوفد الأمني المصري. وقال زيدان ان حوارات مساعي اللحظة الاخيرة ستجري مساء اليوم أمس قد تشهد انفراجاً في الازمة الدائرة حالياً، معتبرا انه من السابق لأوانه اعطاء اجابة قاطعة ونهائية حول نتائج الحوار. واضاف ان لقاء سيعقده الوفد الامني المصري مع عباس مساء الاثنين ربما سيفضي الى نتائج ايجابية.