وجه الرئيس محمود عباس امس رسمياً دعوة للشروع في حوار وطني فلسطيني يهدف الى البحث في سبل الخروج من الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، بمشاركة رئيس الوزراء وممثلين عن القوى والفصائل الوطنية والاسلامية. ورحبت الحكومة الفلسطينية بالحوار قائلة انها تريد له ان يكون"جدياً". وقال عباس في دعوته للحوار الذي سيعقد بين الثاني والرابع من الشهر المقبل ان الحوار يهدف الى"مناقشة الوضع الراهن، وتعزيز الوحدة الوطنية، ومواجهة الحصار المفروض على شعبنا الفلسطيني". وجاء في الدعوة ان المواضيع المدرجة على جدول اعمال الحوار الذي سيعقد في مقري الرئاسة في مدينتي رام اللهوغزة عبر تقنية الدائرة التلفزيونية المغلقة"فيديو كونفرنس"هي"حماية السلطة الوطنية الفلسطينية، وتعزيز الوحدة الوطنية، ومواجهة الحصار المفروض على شعبنا، وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية". ووجه عباس الدعوة للمشاركة في الحوار الوطني الى اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والوزراء وهيئة مكتب المجلس التشريعي، وممثلين عن القوى الوطنية والاسلامية ورؤساء البلديات ورؤساء الجامعات، ورؤساء تحرير الصحف المحلية وشخصيات وطنية مستقلة، وممثلين عن منظمات شعبية ورجال اعمال. وكان نائب رئيس الوزراء ناصر الشاعر أعلن قبل ايام قليلة ان حوارا وطنياً شاملاً سينطلق من أجل بحث سبل الخروج من المأزق الراهن والحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية، تلبية لدعوات وجهها رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك ومنظمة التحرير وعدد من الفصائل الفلسطينية. ورحب رئيس الوزراء اسماعيل هنية باجراء حوار وطني شامل. وأكد هنية لوفد من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين التقاه في مكتبه بمدينة غزة أمس دعمه للحوار الوطني"وتوفير عناصر نجاحه وصولاً لتحقيق أهدافه في بناء الوحدة الوطنية". وشدد هنية على حرصه على"حل التناقضات الداخلية بالحكمة والحوار"وجدد تأكيده ان"الباب مفتوح للشراكة السياسية من خلال حكومة ائتلاف وطني". من جانبه، اكد وفد الجبهة الديموقراطية الذي رأسه عضو مكتبها السياسي صالح زيدان"وحدة الجميع في مواجهة الضغط والحصار السياسي والمالي والخارجي". ورحب زيدان بالدعوة الى اجراء حوار وطني خلال الأيام المقبلة، داعيا الى الاعداد الجيد للحوار، معتبرا ان"كسر الحصار يكون من خلال بناء وحدة وطنية ونجاح الحوار الوطني بالوصول الى قواسم مشتركة تكون اساسا لبناء حكومة وحدة وطنية". وقال غازي حمد الناطق باسم الحكومة:"لا شك ان الحوار ملح وضروري لكن نريد لهذا لحوار ان يكون جديا وليس حواراً موسمياً ومناسبة لتبادل الكلمات لأن الساحة الفلسطينية لا تحتمل الخطب والبيانات". واضاف ان"المهم هو الخروج بنتائج ووضع محددات واسس لتعزيز العلاقة الداخلية وبلورة سياسة وطنية حتى لا يكون هناك انفراد في اتخاذ القرار". ورأى حمد ان مسألة"انهاء الفوضى الامنية والفلتان الامني يجب ان تكون على سلم اولويات جلسات الحوار لانها تحتاج الى دعم كافة الفصائل والقوى".