فشل الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه اسماعيل هنية في التوصل الى أي اتفاق في الجلسة التي عقدها الزعيمان ليل الاحد - الاثنين ودامت أكثر من ثلاث ساعات، باستثناء اتفاقهما على مواصلة عقد مزيد من اللقاءات، ارجأ المجلس التشريعي الفلسطيني الذي يشكل نواب"حماس" غالبية اعضائه التصويط ضد الاستفتاء على وثيقة الاسرى حتى العشرين من الشهر الجاري. ولا يتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق خلال الجلسة التي ستكون عقدت بين عباس وهنية ليل الاثنين - الثلثاء في مكتب الرئيس على شاطئ بحر مدينة غزة، الذي يسبق لقاء آخر مع قادة حركة الجهاد الاسلامي. ويواجه الرئيس عباس الذي اصدر السبت الماضي مرسوماً رئاسياً حدد بموجبه السادس والعشرين من الشهر المقبل موعدا لتنظيم الاستفتاء على وثيقة الاسرى، صعوبات جمة متزايدة يوما بعد يوم في مسألة تنظيم الاستفتاء، لدرجة سيكون من المستحيل معها تنظيمه في حال اصرت حركتا"حماس"و"الجهاد الاسلامي"والجبهة الشعبية وبعض الفصائل الصغيرة الاخرى على مواقفها الرافضة لتنظيمه. وعقد الرئيس عباس قبل ظهر امس لقاء مع قادة الجبهة الشعبية في اطار لقاءاته مع عدد من الفصائل لاستطلاع مواقفها من مسألة الاستفتاء وبحث عدد من القضايا الاخرى التي تهم الساحة الفلسطينية. ووصف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الدكتور رباح مهنا الاستفتاء بانه"خاطئ وغير مفيد". واعتبر مهنا الذي شارك في الاجتماع الى جانب عضو المكتب السياسي للجبهة جميل مجدلاوي ان"فشل الحوار والذهاب الى الاستفتاء يؤسس لمشاكل داخلية نحن في غنى عنها". وقال ان الجبهة"ستعقد لقاءات ثنائية مع"فتح"و"حماس"كل على انفراد، وثلاثية مع الحركتين ورباعية بغية العمل على انجاح الحوار الوطني وارجاء الاستفتاء. واضاف مهنا انه تم الاتفاق مع الرئيس عباس على ان يعقد مساء اليوم الثلثاء اجتماع يضم عباس وهنية ولجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية التي تضم نحو 13 فصيلاً، في خطوة تؤكد استمرار الحوار على قاعدة أن وثيقة الاسرى والبيان الختامي الصادر عن مؤتمر الحوار الوطني يشكلان اساسا لانجاح الحوار. واشار الى ان عباس اكد ان الاستفتاء ليس غاية بل وسيلة، وانه اذا تم الاتفاق في الحوار فانه سيلغي الاستفتاء. وكان اللقاء بين عباس وهنية الذي شارك فيه وزير الداخلية والامن الوطني سعيد صيام، والأمين العام للرئاسة الطيب عبدالرحيم، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد انتهى عند منتصف ليل الاحد - الاثنين من دون التوصل الى شيء باستثناء الاتفاق على عقد لقاءات جديدة. وقال صيام للصحافيين في اعقاب اللقاء:"اتفقنا على عقد لقاء آخر بين الرئيس وعدد من الفصائل منها"حماس"والجهاد"و"لم يتم بحث موضوع الاستفتاء اثناء اللقاء لان الحكومة اعلنت موقفها منه، والحديث يدور عن استمرار الحوار". وقال صيام ان"الساحة الفلسطينية تتسع للحوار وامكان التوصل الى توافق وطني". بدوره، وصف خالد اجواء اللقاء بانها"طيبة". وقال:"بحثنا في كل شيء في أجواء طيبة، واتفقنا على مواصلة الحوار بهدف الوصول الى توافق وطني حول وثيقة الحركة الاسيرة". واعتبر خالد وهو ممثل الجبهة الديموقراطية في اللجنة التنفيذية، ان"الجميع يسلم بأن وثيقة الوفاق الوطني للحركة الاسيرة اساس واضح للانطلاق نحو الاتفاق مع كل ما يترتب على ذلك من تحضير لعمل مشترك لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني والتصدي لمخططات الحكومة الاسرائيلية". الى ذلك، عقد خالد مؤتمراً صحافياً امس في مقر وكالة"رامتان"للانباء اعتبر فيه ان"الاستفتاء وسيلة للخروج من الوضع المتأزم الذي يواجهه الفلسطينيون في ظل الممارسات الاسرائيلية والخلافات الداخلية".