سين: لماذا ارتديت قميصاً كتب عليه شعار يحض على ممارسة بعض الأفعال التي تخدش حياء بعض الناس يا أمل؟ جيم: أعترف بخطأي. لم أكن أعلم أن ماركة تلك الملابس تهدف إلى ذلك. لو كنت أعلم لما ارتديتها أبداً. بوضوح وشفافية أجابت الفنانة أمل حجازي على سؤال مباشر. اعتذرت واعترفت بالخطأ. وبكل صدقية مع الذات، قدمت أمل حجازي نموذجاً للفنانة الشرقية التي تواجه الخطأ وتعتذر عنه بكل شجاعة. أعتقد بأن أمل حجازي متصالحة جداً مع ذاتها ومع فكرها وسلوكها. وهذا ما ينقص كثرة من الفنانين العرب. الإدعاء هو القاسم المشترك بين هؤلاء. لديهم وجوه عدة. يلعبون مع الناس والمعجبين ورجال الصحافة والإعلام بالبيضة والحجر، والدجاجة والصخر أيضاً. لكن أمل حجازي احترمت الجمهور عبر هذا التصريح، هي لم تكذب ولم تجامل. وحينما اعترفت بخطئها، رمت المسؤولية على عاتقها ولم تلم الآخرين. وعبر هذه المواجهة مع الذات، احترمت سمعة الفنان في داخلها، ولم تهدر صيتاً أراق دماءه الكثيرون من زملائها عند أعتاب النوادي الليلية وأمام كاميرات الفيديو الكليب وعلى شاشات الفضائيات وطاولات الحفلات الخاصة. عرفت المغنية اللبنانية بصراحتها أن تضع حداً لأي إشاعة مغرضة أو تصيّد لخطأ - مقصود أو غير مقصود - تتناوله صحافة ملونة أو فكر متطرف ضد الفن والفنانين، والحكاية أصلاً ليست ناقصة! القضية ليست قضية قميص كتب عليه عبارة مسيئة، فالجمل والشعارات والتصاميم والعبارات المسيئة تملأ رفوف المحلات. إنما هي شجاعة الاعتراف وقوة الموقف. أمل حجازي كانت واضحة وصريحة وقوية. هناك فنانة تقول كلاماً وبعد ساعة تكذب تصريحها وتنكره. تصرح أمام 6 كاميرات تلفزيونية و16 كاميرا فوتوغرافية و60 صحافياً بجملة من الأقاويل، لتعود بعد أسبوع وتنفي كل ما قالته. هناك فنانة اعتزلت الفن رفضاً لحالة العري التي فتكت بعالم الأغنية، وعادت عن الاعتزال لتقدم دروساً ومحاضرات في أشكال العري والرقص الفاضح! وهناك أيضاً فنانة تشتم الأول والثاني والعاشر، وبعد ثوان تقف لتقدم أغنية رقيقة ناعمة وهي أبعد ما تكون عن النعومة. زميلة لها تقول بأعلى صوتهاإأنها تتقبل النقد وتؤمن بتعدد الآراء، وعندما يوجه إليها أحدهم نقداً تود لو تقتله! إنها نماذج من تعدد الوجوه والازدواجية وعدم المصالحة مع الذات والمزاجية، وهي داء مضر ومؤذ، يرفع نسبة السكر في الدم. أما أمل حجازي فكانت مثل الأنسولين الذي يعالج ارتفاع السكر. أكدت بموقفها الأخير أن الفنان الحساس والرقيق يجب أن يكون في الأساس إنساناً حقيقياً، يعترف بالخطأ ويواجهه. المغنية اللبنانية رفضت المثل الانهزامي الشهير"الفرار نصف المرجلة"، لتنتصر لذاتها وفنها وأنوثتها. أخيراً: أمل لم تكن بياعة ورد فقط، بل اشترت حبنا لها واحترامنا لصراحتها. وهي تستحق هذا الحب والاحترام.