هل تكفي الجرأة في التعبير لإقناع الجمهور بأن ما يفعله الفنان هو الصح، أم ان من الضروري ان تسبق الجرأة المقدرة على شرح الفكرة التي يريد الفنان قولها والاستعداد لأسئلة صعبة لا تعود تنفع معها اية جرأة بل قد تتحول الجرأة عندها الى تهور، وربما الى مجانية؟ هكذا يمكن اختصار المقابلة التلفزيونية التي اجرتها هالة سرحان في "قناة دريم" مع المغنية اللبنانية أليسا. وأليسا من النجمات الجديدات اللواتي يمتلكن طاقة صوتية جيدة في اسلوب الأداء الصحيح وأغنياتها وجدت طريقاً محبباً الى الناس، غير انها لا تزال تنصاع الى بعض الافكار المسبقة عنها لدى بعض الاعلاميين في المقابلات التلفزيونية فتشارك من حيث لا تدري في وضع نفسها في قفص الاتهام من خلال عدم تمكنها من ترجمة حيويتها الفنية الى حيوية في الحوار الذي يبدو انها تعلق فيه من اول لحظة يطل فيها سؤال عن "الشرشف" او عن بعض ملامح العري الشفاف في الزي الذي ارتدته ذات يوم في فيديو كليب وأصرت عليه في محطات اخرى ثم تخلت عنه نهائياً لتلتفت الى عمق اكبر في اغانيها ادائياً وفنياً كمثل اغنية "عايشالك" التي اطلقت صوت أليسا. لم تكن أليسا اول مغنية عربية "جريئة" بمعنى من المعاني "الشرقية". فهناك مطربة شهيرة ارتدت المايوه في فيديو كليب اخيراً ولكن في لقطة سريعة كأنها كانت "لاستعراض" جمال ما، ولم ينتبه لهذه اللقطة احد ممن يفتشون عن الاثارة في طرح المواضيع الفنية، فضلاً عن ان هناك مطربات ومغنيات عربيات لم يجدن حرجاً يوماً في بعض العري أو كثير من العري، ولم يُقصفن كما قُصفت أليسا باستمرار في الاعلام. غير ان نقطة الضعف الابرز في أليسا هي انها لا تعرف كيف تصرف انظار الجمهور والاعلام معه، الى ما لديها من المقومات الغنائية الحقيقية، فتنساق هي الى التبرير وتنسى ان تقوم بعملية "سرقة الكاميرا" الى مواضيع اخرى اكثر عمقاً في ذاتها. هل هذا مرتبط بالمستوى الثقافي الذي لا تزال أليسا تسعى الى امتلاكه اقوى فأقوى ولم يكتمل بناؤه بعد، ام ان أليسا ترغب في ألاّ يناقش معها احد شأناً آخر غير "الشرشف" والعري؟ ومعروف ان الجمهور العربي ينجذب الى الغريب وغير المألوف في الشكل وقد صار هذا قاعدة ربما يستحيل تفسيرها؟