لم يعد السعوديون يزورون بشغف الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، إذ تظهر احصاءات هيئة السياحة السويسرية ازدياداً في عدد السياح الخليجيين خصوصاً السعوديين الذين أصبحوا يشكلون نصف العدد الإجمالي منهم وبلغوا 70 ألف سائح في العام 2004. علماً بأن هذا العدد يشمل فقط المسجلين في الفنادق ولا يتضمن مستأجري المنازل والشقق أو من يقطن عند الأصدقاء والأقارب أو في المدارسوالمستشفيات والعيادات. ويعتقد القنصل السويسري أدريان إيفكواز بأن السياحة في بلاده لم تتأثر سلباً إثر التفات السعوديين والخليجيين إلى دول الشرق بعد آثار مشكلة الإرهاب، بل على العكس أدى ذلك الى زيادة عدد السياح السعوديين إلى سويسرا إثر عزوفهم عن الذهاب إلى بعض الدول. ويقول إيفكواز:"إن السعوديين يقدّرون سويسرا المعروفة باستقرارها السياسي وما فيها من طبيعة خلاّبة من ثلوج وقمم جبال، بالإضافة إلى الجو الهادئ الذي يبعث السكينة في القلب، خصوصاً مدينة جنيف والمناطق المحيطة بالبحيرة التي يركز عليها السعوديون لاشتهارها بالخصوصية وترفيه الأسرة والتسوق". ويرى أن السياح السعوديين يميلون إلى تفضيل السكينة والهدوء، بالإضافة إلى الموقع الاستراتيجي الذي يمكنهم من السفر إلى فرنسا وايطاليا والدول الأوروبية الأخرى. وعلى رغم أن الصورة الذهنية عن سويسرا بأنها بلد سياحي ل"للأغنياء"، إلا أن الواقع كما يقول القنصل السويسري مختلف تماماً، إذ توجد مساحة كبيرة لما يناسب الطبقات المتوسطة بأسعار معتدلة تعتبر أقل مما هي عليه في الدول الأوروبية الأخرى إذا ما قورنت بها. ويؤكد أيفكواز على سهولة الحصول على التأشيرات السياحية للسعوديين والتي تتضمن أحد الخيارين: إذا حاز أحدهم تأشيرة شنغن الأوروبية الموحدة التي يستغرق الحصول عليها وقتاً طويلاً فبإمكانه الدخول الى سويسرا من دون الحاجة إلى تأشيرة سويسرية، أما إذا تقدم للحصول على تأشيرة سويسرية فالأمر يستغرق يوماً واحداً، بعد أن أصبحت سويسرا جزءاً من اتحاد شنغن العام الماضي. ويحتل الطلاب السعوديون وأسرهم نسبة كبرى من اجمالي زوار سويسرا، وأغلبهم في المرحلة الثانوية للحصول على البرامج الأجنبية باللغة الإنكليزية والفرنسية. وهناك زيادة في انضمام السعوديين للجامعات في جنيف، خصوصاً في تخصص إدارة الفنادق. ويقول إيفكواز إن أحد أسباب زيارة سويسرا هو الإقبال على المصارف السويسرية وذلك لذيوع شهرتها، كونها عالمية منذ زمن طويل. لكنه يستدرك القول:"كثيراً ما يفسّر هذا الإقبال بالاعتقاد بأن هناك حسابات سرية، لكن قليلاً من العاملين في المصرف يعلمون من هو صاحب الحساب، والبنوك السويسرية بصفة عامة تهتم بالخصوصية". وشدّد القنصل السويسري على أن عملية تعزيز الأواصر بين البلدين لن تتأتى إلا من خلال زيادة وعي السويسريين بالسعودية:"لا بد من إدراك الشعب السويسري لإمكانات السعودية ليست فقط كدولة غنية بتصديرها للبترول وإنما بتنوع من اقتصادها والعناية بالنمو السكاني المطّرد والحاجة إلى تقوية البنى التحتية في مدنها خصوصاً في مجال النقل والمواصلات". يوختم إيفكواز حديثه بالقول:"أعتقد أن عدد السياح السعوديين الكبير يؤثر في معرفة سويسرا للمجتمع السعودي، لكن ذلك ليس على مستوى واسع، إذ لا يأتي سياح سويسريون إلى السعودية، وأتمنى أن تسنح الفرص لهم".