قبل ساعات من وصول المفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الى طهران، لنقل تفاصيل اتفاق فيينا الذي توصلت اليه الولاياتالمتحدة وبقية الدول الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن والمانيا، في ما يعرف بمبادرة"العصا والجزرة"ترغيب بالحوافز وتهديد بعقوبات في مجلس الأمن، أبلغ الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، ان بلاده مستعدة لمناقشة ملفها النووي"من دون شروط ولا تهديدات". وحذر سولانا طهران من ان رفضها الاتفاق سيواجه ب"اجراءات صارمة". راجع ص7 وكان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي أعلن صباح أمس ان طهران ستدرس العرض الأميركي لكنها لن تعلق تخصيب اليورانيوم. وأشار للمرة الأولى الى امكان حصول"اختراق"في أزمة الملف النووي، بعد ساعات على تأكيد وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس احتمال مشاركتها في المفاوضات مع ايران. ورجحت مصادر أوروبية أن يزور سولانا طهران، فور انتهاء جولته على القدسالمحتلة ورام الله غداً وبعده. وتحدثت كريستينا غالاك، الناطقة باسم سولانا الى"الحياة"عن"مرونة"واحتمال تبديل موعد اللقاء مع الجانب الايراني الذي"وافق أول من أمس على استقبال سولانا لتسلم الاقتراحات الدولية"، علماً أن واشنطن كانت شددت على مهلة أسابيع وليس شهوراً، متاحة لإيران كي تعطي رداً نهائياً. وأوضحت غالاك ان الزيارة"لن تكون زيارة تفاوض وإنما لعرض الاقتراحات"التي أجمعت عليها بريطانيا وفرنسا والمانيا والولاياتالمتحدة، وحظيت بموافقة الصين وروسيا، ويرى فيها بعضهم فرصة لإحداث"اختراق"يقود الى حل الأزمة النووية على طاولة المفاوضات. لكن العرض الدولي لا يستبعد فرض عقوبات في حال رفضت طهران وقف تخصيب اليورانيوم. وفي تصريحات أدلى بها الى صحيفة"دي فيلت"الألمانية، حذر سولانا طهران من"عواقب"عدم قبولها"اتفاق فيينا"، وأشار الى"ضغوط جسيمة"واجراءات صارمة ستتخذها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا في حق ايران في حال رفضت العرض وتمسكت بنشاطات تخصيب اليورانيوم. ويرفض الأوروبيون كشف تفاصيل"رزمة"الضمانات السياسية - الأمنية لطهران والعروض الاقتصادية قبل عرضها على الجانب الايراني. وتعتقد مصادر ديبلوماسية في بروكسيل بأنها تشمل حوافز تطمئن ايران الى حقها في امتلاك التكنولوجيا النووية المدنية في مقابل"العدول نهائياً عن تطلعاتها لامتلاك السلاح النووي"، وذلك في شكل"قابل للمراجعة والتفتيش الدوليين". ورأت المصادر ان بحث الجانب الإيراني تفاصيل الاقتراحات والاستفسار في شأنها سيتطلبان أسابيع. الى ذلك، جدد أحمدي نجاد في اتصال هاتفي بالأمين العام للأمم المتحدة موقف ان"الجمهورية الاسلامية مستعدة لمناقشة المسألة النووية ضمن شروط المساواة والعدالة ومن دون شروط مسبقة ولا تهديدات". وأضاف نجاد ان"الوسيلة الأفضل لتسوية المشكلات، خصوصاً القضية النووية الايرانية، تكمن في تطبيق القانون على الجميع، في طريقة عادلة". واتصل أنان بالرئيس الايراني ليعزيه بوفاة والده، وتداولا في الملف النووي، كما جاء في بيان للرئاسة الايرانية. أما أنان فأكد أن"الطريق الوحيد"لحل الأزمة هو الطريق الديبلوماسي، مشيراً الى انه نقل الى الجانبين الأوروبي والأميركي وجهة نظره، وفحواها تفهم موقف ايران المصر على عدم القبول بأي تهديد لبرنامجها النووي. مجلس التعاون وفي الرياض، افتتح وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أعمال الدورة ال99 للمجلس الوزاري وزراء الخارجية لمجلس التعاون الخليجي، كون بلاده ترأس الدورة الحالية للمجلس. ومما قاله في كلمة"إن دول مجلس التعاون تشعر بقلق بالغ بشأن تطورات الملف النووي الإيراني ومن حدوث تسرب نووي من المفاعلات النووية الإيرانية، الأمر الذي قد يسبب كارثة بيئية كبيرة وتلوث مياه الخليج. وتطالب دول المجلس إيران بضرورة التعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقديم المزيد من التطمينات والضمانات"، مشيراً الى"ان دول المجلس تدعم الجهود الدولية وتدعو جميع الأطراف إلى حل الأزمة بالوسائل الديبلوماسية وتجنيب المنطقة المزيد من التوتر وعدم الاستقرار، كما تؤكد دول المجلس على دعوتها إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج العربي من جميع أسلحة الدمار الشامل".