يواصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لقاءاته مع الكتل السياسية والشخصيات المؤثرة في المجتمع العراقي فالتقى أمس عدداً من شيوخ العشائر في المنطقة الغربية، تمهيداً لمحادثات متوقعة مع الجماعات المسلحة التي تطالب بمراقبين من الجامعة العربية"ليكونوا شهوداً على أي اتفاق قد يحصل"، على ما قال السياسي الكردي محمود عثمان ل"الحياة". وفي هذا الاطار أبلغ النائب طه الليبي من جبهة"التوافق"السنية"الحياة"انه فاوض الأميركيين باسم جماعات مسلحة لم يكشف هويتها، وقال انها"لا تريد إحراج الأميركيين بالمطالبة بانسحابهم الآن لأنها تعرف أن ذلك يعني حرباً أهلية. وكل ما تريده جدولة الانسحاب واطلاق المعتقلين". الى ذلك، أعلن الجيش الأميركي أمس ان"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"تشتت بعد مقتل زعيمه أبي مصعب الزرقاوي، مؤكداً ان معظم المقاتلين الأجانب في العراق مصريون، يأتي بعدهم السوريون ثم السودانيون والسعوديون. وقال اللهيبي الذي فاوض الأميركيين سابقاً باسم جماعات مسلحة لم يشأ كشف هويته ل"الحياة"ان شروط هذه الجماعات للحوار"هي جدولة انسحاب قوات الاحتلال، وتعويض العراق من جراء الاحتلال، وإطلاق المعتقلين". وزاد:"أعتقد بأن هذه المبادرة المصالحة خطوة جيدة لحقن دماء العراقيين، إلا أن هناك أعضاء في البرلمان لديهم تحفظات عنها وأنا منهم". واكد ان"أعضاء الحكومة متصالحون سلفاً ويجلسون كل يوم مع بعضهم بعضاً وليسوا في حاجة الى مصالحة. المشكلة هي مع الجماعات التي تحمل السلاح وهي من يجب أن تجري معه المصالحة". وتابع ان"أبرز الجماعات التي تقاوم الآن هي"انصار السنة"و"كتائب ثورة العشرين"و"الحزب الاسلامي"و"جيش المجاهدين". رافضاً كشف اسماء الجماعات المسلحة التي كان يفاوض باسمها سابقاً واكد انه لا يعرف هوية الجماعات التي تفاوض المالكي حالياً. وأضاف ان"الجماعات المسلحة لا تسعى الى الحصول على مناصب سياسية، وهدفها الأساس جدولة انسحاب قوات الاحتلال من البلاد، وهي لا ترغب في احراج القوات المذكورة الآن لأنها تعلم أن انسحابها في هذا الوقت قد يؤدي إلى حرب أهلية". الى ذلك، قال النائب الكردي محمود عثمان ل"الحياة"ان"المالكي التقى اليوم أمس محافظ الانبار وعدداً من شيوخ عشائر المنطقة الغربية"، مشيراً الى ان عدداً من الفصائل المسلحة في المنطقة الغربية أبدى استعداده للتفاوض معه"شرط جدولة انسحاب القوات المتعددة الجنسية والاعتراف بشرعية المقاومة وحل الميليشيات الشيعية". وأضاف:"اذا اختارت الحكومة دمج هذه الميليشيات في الأجهزة الأمنية فإن الفصائل تصر على الانضمام اليها هي الأخرى". وتابع ان الفصائل المذكورة"طالبت بحضور مراقبين خلال المفاوضات بصفة شهود وجهات ضامنة لما سيتم الاتفاق عليه بين الطرفين مثل الجامعة العربية و"هيئة علماء المسلمين"وممثلين عن بعض الدول العربية"، وأكد ان"الاتصالات ما زالت في مراحلها الأولى وهي تتم حالياً عبر وسطاء غالبيتهم من شيوخ عشائر المنطقة الغربية". من جهة أخرى أ ف ب، قال الناطق باسم القوة المتعددة الجنسية الجنرال الاميركي وليام كالدويل أمس ان غالبية المقاتلين الاجانب الذين يشاركون في العراق، مصريون ويليهم من حيث العدد، السوريون والسودانيون والسعوديون. وكان الجيش الاميركي اعلن ان مصريا يلقب"أبو ايوب المصري"تولى زعامة تنظيم"القاعدة"في العراق بعد مقتل الزرقاوي في 7 حزيران يونيو الجاري. ويعتقد الاميركيون ان"ابو ايوب"هو نفسه"ابو حمزه المهاجر"الذي اعلنت"القاعدة"انه خلف الزرقاوي. وزاد كالدويل ان 57 مقاتلاً أجنبياً على الاقل قتلوا منذ مطلع حزيران. وتم القاء القبض على 587 مشتبهاً به خلال الاسبوع الماضي. وأكد أن تنظيم"القاعدة"تشتت بعد مقتل الزرقاوي.