سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اسرائيل تبلغ السلطة موعداً نهائياً لاطلاق الجندي تبدأ بعده تنفيذ المرحلة الثانية من هجومها اقتراح حل وسط مصري لقضية الجندي : اطلاقه في مقابل وعود باطلاق اسرى لاحقا
كشفت مصادر مطلعة ان القاهرة تقدمت باقتراح حل وسط الى حركة"حماس"يقضي باطلاق الجندي الاسرائيلي المختطف غلعاد شاليت في مقابل تعهد مصري بقيام اسرائيل في مراحل لاحقة باطلاق عدد من المعتقلين الفلسطينيين في مناسبات مختلفة. وقالت هذه المصادر ان قادة"حماس"في القطاع قبلوا العرض المصري بهدف تجنيب القطاع عملية اجتياح مدمرة، لكنهم ما زالوا ينتظرون موافقة قادة الحركة في الخارج. وتوقعت ان يقدم رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل رد الحركة على هذا العرض في زيارته الراهنة لمصر. وفي غزة، قالت مصادر فلسطينية ل"الحياة"ان اسرائيل ارسلت رسالة الى الفلسطينيين تحدد فيها الثامنة من مساء امس الخميس موعداً نهائياً لاطلاق الجندي والا فانها ستشرع في تنفيذ هجومها الواسع على قطاع غزة. ويتوقع مراقبون ان تواصل اسرائيل استهداف المرافق الحيوية في غزة في الفترة المقبلة في حال عدم اطلاق الجندي كوسيلة ضغط على الحركة. وقال احد مسؤولي السلطة في غزة:"نعد انفسنا هنا لفترة شبيهة بتلك التي عشناها في بيروت عشية حصارها واجتياحها عام 1982 عندما قصفت اسرائيل شبكات الكهرباء والمياه والهاتف". واضاف:"سيكون الوضع هنا اكثر سوءا مع منع دخول الوقود الى القطاع... علينا ان نعد انفسنا الى حياة بدائية هنا، فقد يأتي وقت لا نجد فيه الخبز". يذكر ان غزة تستورد الطحين والكثير من المواد الغذائية من اسرائيل والخارج، لكن القطاع ينتج الخضار والفواكه، وهو ما يمد اهله بمواد غذائية حيوية لفترة طويلة من الوقت. وعلمت"الحياة"من مصادر فلسطينية مطلعة ان اسرائيل امهلت الفلسطينيين حتى الثامنة من مساء الخميس امس لاخلاء سبيل الجندي الاسير منذ الاحد الماضي، والا فانها ستشرع في تنفيذ المرحلة الثانية من عمليتها العسكرية الواسعة النطاق في القطاع. وقالت المصادر ان اسرائيل ابلغت هذا الطلب للفلسطينيين من خلال مصر التي تبذل مساعي وجهوداً كبيرة للوساطة بين الطرفين للتوصل الى حل في قضية الجندي الجريح الذي اختطف في العملية الفدائية النوعية التي نفذها مقاتلون فلسطينيون في موقع عسكري اسرائيلي بالقرب من معبر"كيرم شالوم"الاحد الماضي واسفرت ايضا عن مقتل ضابط وجندي اسرائيليين، واستشهاد مقاتلين فلسطينيين. واضافت المصادر نفسها ان اسرائيل لا تزال تصر على عدم تقديم تنازلات ازاء مطالب الجهات الخاطفة باطلاق سراح نحو 140 اسيرة، و350 طفلا تقل اعمارهم عن 18 عاماًَ معتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي. واشارت الى ان رفض اسرائيل اجراء عملية تبادل اسرى مع خاطفي الجندي راجع الى ان الدولة العبرية ترفض مبدأ التبادلية مع الفلسطينيين خشية تكرار هذا السيناريو في المستقبل، فضلا عن ان الموافقة على مثل هذا التبادل تؤدي الى تآكل قدرة الجيش الاسرائيلي على الردع، خصوصا ان العملية الفدائية شكلت اهانة له واظهرت ان قوته نابعة فقط من ضعف الجيوش العربية. وكشفت النقاب عن ان وزير الدفاع عمير بيرتس اوصل رسالة الى الفلسطينيين مفادها ان"انتظروا مفاجأة بعد وقت في حال تم اطلاق الجندي"في اشارة الى نيته والحكومة الاسرائيلية اطلاق اعداد من المعتقلين الفلسطينيين في عملية حسن نية من جانبها. وقالت ان بيرتس رفض اعطاء وعد باطلاق اسرى ومعتقلين فلسطينيين واكتفى بالقول:"انتظروا مفاجأة"فقط. لكن الجهات الخاطفة لا تثق عادة بالوعود الاسرائيلية، فكيف لها أن تثق بأن هناك مفاجأة كالتي يتحدث عنها بيرتس. يشار الى ان الدولة العبرية تراهن على عامل الوقت وجمع المعلومات الاستخباراتية حول مكان الجندي، وترجح انه كلما طال وقت احتجازه كان هذا لغير مصلحة الخاطفين لأنه يشكل عبئاً عليهم.