صعّدت الخرطوم لهجتها الرافضة لنشر قوات دولية في دارفور، وكرر الرئيس عمر البشير، أمس، انه لن يسمح بدخول قوات أممية الى دارفور و"أُفضّل أن أكون قائداً للمقاومة في دارفور من أن أكون رئيساً لدولة محتلة". كما تلقى البشير"بيعة الموت"من عشرة آلاف من قوات الأمن في حال دخول قوات أجنبية إلى الإقليم. وقال مدير جهاز الأمن الفريق صلاح عبدالله:"إذا كان الخيار المطروح هو استعمار السودان ودخول الجيوش الأممية إلى ترابه فإن باطن الأرض خير من ظاهرها". وجدد الرئيس البشير، أمس، رفضه نشر قوات دولية في دارفور مهما كان الثمن، وتعهد بسط السلام والعدل والشورى والديموقراطية وعدالة اقتسام الثروة وتوسيع المشاركة السياسية. وأكد أمام احتفال نظمه حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه، بمناسبة مرور 17 عاماً على الانقلاب الذي حمله الى السلطة، ان دارفور تشهد استقراراً منذ توقيع حكومته اتفاق سلام مع"حركة تحرير السودان"جناح مني أركو ميناوي في أبوجا في 5 أيار مايو الماضي. وأشاد بجدية فصيل ميناوي في تنفيذ الاتفاق، وتوقع اتفاقاً سريعاً في شرق السودان عبر محادثات مع متمردي"جبهة الشرق"في أسمرا تُستأنف في 17 تموز يوليو المقبل. وأشاد بالحكومة الاريترية التي تتوسط بين الطرفين. وجاء حديث البشير قبل يوم من توجهه إلى العاصمة الغامبية بانجول للمشاركة في القمة العادية السابعة للاتحاد الأفريقي التي تُعقد السبت والأحد. وتناقش القمة التكليف الذي تعمل بموجبه البعثة الأفريقية في السودان وإمكان إرسال مزيد من القوات الأفريقية لمراقبة وقف اطلاق النار في دارفور. كما يدرس البشير مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي سيحضر قمة بانجول، في نقل مهمات القوات الأفريقية المنتشرة في الإقليم الى المنظمة الدولية. وكان أنان اكد في مؤتمر صحافي انه حصل على موافقة بإجراء لقاء مع البشير، مضيفاً انه سيحاول مع قادة أفارقة آخرين اقناعه بقبول نشر قوات دولية في دارفور. الى ذلك، أعلن المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الفريق صلاح عبدالله محمد رفضه القاطع لنشر قوات دولية في دارفور، وقال انه"إذا كان الخيار المطروح هو استعمار السودان ودخول الجيوش الأممية إلى ترابه فإن باطن الارض خير من ظاهرها". وتلقى الفريق صلاح البيعة، نيابة عن الرئيس البشير، من أكثر من عشرة آلاف من أعضاء جهاز الأمن و"مجاهدي قوات الدفاع الشعبي"في احتفال لمناسبة اختتام"طابور السير الطويل"الذي أقيم لثلاثة أيام متتالية لقوات مسلحة من قلب ولاية الجزيرة في وسط البلاد وحتى داخل الخرطوم، في"عملية تأمينية"وُصفت ب"النادرة". وقال الفريق صلاح عبدالله إن"قيادة الدولة تفضل الموت والشهادة في سبيل الله على أن تكون في دولة ذات سيادة منقوصة لا تحترم إرادة المواطنين أو كرامة الأمة"، موضحاً أنه في حال نشوب المعركة"فإننا سنبدأ من الخرطوم بالطابور الخامس وعملاء الداخل من المرجفين والمتربصين بأمن الوطن ومواطنيه". وتعهد أن يكون جهاز الأمن في طليعة المقاومة الرسمية والشعبية التي اعلنها رئيس البلاد، مؤكداً انه لن يسمح بأن يكون من بين منتسبيه"خائن أو عميل لتراب ونداء الوطن". أما وزير الداخلية الزبير بشير طه فقال في الاحتفال ذاته ان الموقف الذي أعلنه البشير من القوات الدولية هو ما يحفظ للأمة كرامتها وهيبتها ومصالحها ويعيد السيادة للوطن و"إننا لن نلتفت للتخذيل". وحيّا جهود جهاز الأمن ومنهج مديره الذي وصفه بأنه يعمل بصمت من دون أضواء أو ضوضاء. وطلب من الحضور أخذ كلام الفريق صلاح على مسمعه بكل جدية"لأنه يعمل بما يقول". وفي ختام اللقاء تلقى الفريق صلاح، نيابة عن البشير، ما أُطلق عليه"بيعة الموت"من الحضور على الطاعة والثبات في حال دخول القوات الأجنبية، في حضور حشد من الضباط والجنود الذين وضعوا صوراً ولافتات للرئيس البشير كُتب عليها"القائد أقسم لن نرجع ولغير الخالق لن نركع".