سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تهديدات بقتل الاسير شاليت اذا لم تتوقف عملية "امطار الصيف" . الجيش الاسرائيلي يدخل قطاع غزة من الجنوب ويقسمه 3 اقسام ويدمر بنى تحتية للضغط على خاطفي الجندي لإطلاقه او تحريكه
واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي نهار امس قصف المناطق الجنوبيةالشرقية والشرقية من مدينة رفح جنوب قطاع غزة بقذائف المدفعية، وشن غارات جوية على مناطق اخرى في قطاع غزة، بعد ليلة لم يتمكن فيها اكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني من النوم بسبب غارات جوية حقيقية ووهمية. وقصفت طائرات من نوع"اف 16"ومروحيات من نوع"اباتشي"الاميركية الصنع القطاع بعشرات الصواريخ والقذائف ضمن عملية عسكرية واسعة النطاق اطلقت عليها قوات الاحتلال الاسرائيلي اسم"امطار الصيف". ولم تسفر العملية الاسرائيلية عن وقوع شهداء او جرحى فلسطينيين حتى الان بعد ما تركز القصف على البنى التحتية في قطاع غزة في المرحلة الاولى من العملية التي بدأت عند منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء في ظل تسريبات عن فشل جهود الوساطة المصرية في التوصل الى حل الجندي الاسير لدى ثلاث مجموعات مسلحة فلسطينية. لكن شابا فلسطينيا ورضيعة استشهدا عصر امس في انفجار قنبلة اثر حادث عرضي. وقالت مصادر محلية ان الشاب قاسم مسعود 20 عاما وابنة شقيقه ميسم عام واحد استشهدا وأصيب سبعة آخرون في انفجار وقع في منزل العائلة في حي الامل بمدينة خان يونس جنوب القطاع. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارتين حقيقيتين على اهداف فلسطينية بعد ظهر امس، وعشرات الغارات الوهمية التي تخترق طائرات"اف 16"بها حاجز الصوت ما يحدث انفجارات هائلة تصم الآذان وتهز منازل الفلسطينيين بقوة تشبه قوة الزلزال. واستهدفت الغارة الاولى موقع تدريب تابع ل"كتائب القسام"الذراع العسكرية لحركة"حماس"احدى المجموعات التي تحتجز الجندي الاسير في العملية الفدائية النوعية التي وقعت فجر الاحد الماضي واسفرت عن مقتل جنديين اسرائيليين وأسر ثالث، واستشهاد مقاتلين من بين الثمانية المشاركين في الهجوم. اما الغارة الثانية فاستهدفت منزلاً في قرية الشوكة الواقعة شرق مدينة رفح، في حين ادعت اسرائيل انها استهدفت مصنعا لتصنيع الصواريخ المحلية. وجاءت هاتان الغارتان في اعقاب قصف مدفعي صباح امس نفذته دبابات متحركة في مطار غزة الدولي وقرية الشوكة، التي اعقبت بدورها قصفا مركزا بطائرات"اف 16"للبنى التحتية في القطاع. وقصفت طائرات الاحتلال ثلاثة جسور تربط مدينة غزة وشمال القطاع بوسطه وجنوبه تقوم على ثلاث طرق رئيسة، ما ادى الى فصل شمال القطاع عن جنوبه. كما قصفت الطائرات الحربية محطة لمياه الشرب في وسط القطاع، ما ادى الى تدفق المياه الصالحة للشرب على الارض واهدار كميات كبيرة منها قبل ان تعود الطائرات لتغير على محطة توليد الكهرباء بثمانية صواريخ، ما ادى الى تدمير المولدات التي تغذي نحو 60 في المئة من مناطق قطاع غزة. وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي وغرق معظم مناطق القطاع في ظلام دامس، وهدير محركات طائرات"اف 16"ظل الفلسطينيون مستيقظين لا يستطيعون النوم. تهديد بقتل الجندي الاسير في غضون ذلك، قالت مصادر فلسطينية ان الجهات الخاطفة تهدد بقتل الجندي الاسير في حال لم تتوقف الحملة العسكرية التي تعتبر الاولى من نوعها بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في الثاني عشر من ايلول سبتمبر الماضي، في اطار خطة الفصل احادي الجانب. وفي ظل حديث عن فشل الوساطة المصرية المدعومة فرنسياً ومن بعض الدول والاطراف الاخرى، جاءت العملية العسكرية الاسرائيلية الواسعة وتركزت حتى الان في اطراف مدينة رفح، وهي مناطق زراعية قريبة من المطار وغير مأهولة بالسكان. لكن مصادر فلسطينية مطلعة كشفت ل"الحياة"ان الوساطة المصرية مستمرة للتوصل الى صفقة تقضي باطلاق الجندي في مقابل بضع مئات من الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال. وفي حال تم التوصل الى مثل هذه الصفقة تكون اسرائيل قدمت تنازلا لطالما اكدت انها لن تقدمه رضوخا لما تسميه"الارهاب الفلسطيني"خشية ان يشكل سابقة تشجع الفلسطينيين على تكرارها في المستقبل. وفي حال فشل هذه الجهود فان قوات الاحتلال ستنفذ المرحلة الثانية من العملية، وحينها ستكون مضطرة لمغادرة المنطقة شبه الخالية من المنازل التي ترابط فيها فيها حاليا والدخول في المناطق السكنية حيث ينتظرهم الاف المقاتلين من الاجنحة المسلحة بمئات العبوات الناسفة وقذائف"اربي جى". وتبدو اسرائيل غير راغبة في الوصول الى هذه المرحلة او مرحلة ثالثة تخشى ان تخسر فيها عددا من جنودها وعشرات الفلسطينيين، خصوصا وهي تعلم ان معركة ضارية تنتظرها في المدينة التي شهدت مواجهات دامية مع قوات الاحتلال ابان الانتفاضة الحالية والاولى التي اندلعت العام 1987. ويبدو ان اسرائيل تراهن على ان تؤدي عمليات القصف واستعراض القوة والترهيب الى ارغام الخاطفين على نقل الجندي من مكان الى اخر في وقت استنفرت فيه مئات العملاء والمتعاونين الفلسطينيين للبحث عن المكان الذي يحتجز فيه المسلحون الجندي. وفي حال حصلت اسرائيل على معلومات استخبارية حول مكان احتجازه، فان من المتوقع ان تجتاح المنطقة بقوات كبيرة وفجأة. لكن المفاجأة غير السارة التي تنتظرها قد تتمثل في اقدام الخاطفين في هذه الحال على قتل الجندي الذي تسعى اسرائيل لاستعادته حيا وليس ميتا كما حدث مع رفيقه نخشون فاكسمان في العام 1994 عندما اقتحمت المنزل الذي احتجزه فيه مقاتلان في بلدة بير نبالا بالقرب من رام الله فقتلته والخاطفين وقتل قائد العملية في الاشتباك.