على رغم الانقسامات التي تواجه الحزب الديموقراطي في الولاياتالمتحدة قبل انتخابات الكونغرس، سجّلت شعبية الحزب في أوساط الناخبين الأميركيين تقدماً على الحزب الجمهوري. ويحاول الديموقراطيون التوافق على استراتجية مقنعة في مواضيع الأمن القومي والحرب على الإرهاب والتي خلقت شرخاً بين قياداته وباتت تهدّد مقاعد نواب مرموقين في الحزب مثل جوزيف ليبرمان. وأظهر استطلاع للرأي نشره معهد"بيو"للأبحاث أن المعارضة الديموقراطية في الولاياتالمتحدة لا تزال متقدمة في نيات التصويت قبل أربعة اشهر ونصف الشهر على الانتخابات البرلمانية. وأفاد الاستطلاع الذي نشر الثلثاء أن الناخبين يفضّلون إلى حد كبير مرشحي المعارضة بنسبة 51 في المئة مقابل 39 في المئة لكن هذا التقدم يفسر اكثر بالاستياء من الكونغرس المنتهية ولايته اكثر مما هو بسبب تأييد مقترحات الديموقراطيين. وبرزت انقسامات في صفوف الحزب الديموقراطي أخيراً خصوصاً حول الموضوع العراقي ومثّلها تياران، الأول رافض لانسحاب مبكر وتقوده السناتور هيلاري كلينتون والثاني محبذ لهذه الفكرة ويتمثل بالمرشح السابق لرئاسة الجمهورية جون كيري. وانعكست هذه الانقسامات على الساحة الانتخابية حيث يتنازع الديموقراطيون في ما بينهم في ولاية كونيتيكيت، والذي قرر فيها تيار داخل الحزب أن يخوض الانتخابات الأولية لاختيار ممثل للحزب ضد السناتور جوزيف ليبرمان، نظراً إلى مواقفه في السياسة الخارجية الأقرب إلى الجمهوريين. ويحتاج الديموقراطيون إلى ما يقارب 30 مقعداً لانتزاع الغالبية في مجلس النواب وحوالي 15 مقعدًا في مجلس الشيوخ. وارتفع معدل الناخبين الذين يعتبرون أن الكونغرس المنتخب قبل عامين كان اقل إنتاجية من أسلافه ليصل إلى 45 في المئة أي ضعفي ما كان عليه قبل الانتخابات الجزئية عامي 1998 و 2002. واظهر الاستطلاع أن نسبة المستائين من أداء الكونغرس هي أيضاً أعلى بكثير منها عام 1994 38 في المئة. لكن الأميركيين ينتقدون ليس فقط مسؤولي الجمهوريين 53 في المئة مقابل 30 في المئة من الراضين وإنما أيضاً من المسؤولين الديموقراطيين 50 في المئة مقابل 32 في المئة موافقين على أدائهم. وبالتالي فإن تقدم الديموقراطيين يبدو مرتبطاً اكثر بارتفاع نسبة الاستياء لدى المعارضة كما كشف تحليل معهد بيو مع 46 في المئة من الناخبين الديموقراطيين الذين قالوا انهم متحمسون للانتخابات مقابل 30 في المئة من الجمهوريين. ويستفيد الديموقراطيون من فضائح الفساد التي تلاحق نواباً جمهوريين، والاستياء من أداء إدارة الرئيس جورج بوش في العراق ودوامة العنف هناك.