عكست نتائج الانتخابات في الكونغرس بمجلسيه، الشيوخ والنواب، حال الانقسام السائدة في الانتخابات الرئاسية. ورغم الغالبية الضئيلة للجمهوريين، بات القرار في الكونغرس معلقاً، ومرهوناً بتفاهم الحزبين على كل القضايا، او تفاهم الاعضاء بعيداً عن الانقسامات الحزبية. واشنطن - أ ب، أ ف ب - اثارت نتيجة السباق الرئاسي الاميركي تعقيداً اضافياً على صعيد الكونغرس، خصوصاً في ما يتعلق بالوضع النهائي لمجلس الشيوخ في حال حصول الحزبين الجمهوري والديموقراطي على عدد متساوٍ من المقاعد في المجلس الذي يضم 100 عضو. كما اثارت نتائج انتخابات مجلسي النواب والشيوخ مخاوف من احتمال اختيار كونغرس مكبل، ومما يهدد بشلل سياسي. وبات للجمهوريين في مجلس الشيوخ، حيث جرى انتخاب 34 من اعضائه، 50 مقعداً مقابل 49 للديموقراطيين. ولا يزال مقعد ولاية واشنطن غير محسوم بسبب تقارب النتيجة الانتخابية بين السناتور الجمهوري سليد غورتون ومنافسته الديموقراطية ماريا كانتول. وبذلك يكون الجمهوريون خسروا اربعة مقاعد في المجلس حتى الآن. وفي حال انقسام مجلس الشيوخ مناصفة بين الحزبين فإن الكلمة الفصل تكون لنائب الرئيس الذي يحمل ايضا صفة رئيس المجلس. واذا اصبح جورج بوش رئيساً ستكون الاكثرية مضمونة للجمهوريين لان نائبه ديك تشيني سيتولى رئاسة المجلس. لكن فوز آل غور سيعني ان نائب الرئيس سيكون السناتور الديموقراطي جوزيف ليبرمان الذى سيضطر الى التخلي عن مقعده فى المجلس الذي فاز به اول من امس. وفي ظل هذه الفرضية فإن الحاكم الجمهوري لولاية كونكتيكت سيعين خلفاً له ويحسم توازن القوى لمصلحة الجمهوريين. ويعني هذا ان الديموقراطيين لن يتمكنوا اياً كانت النتيجة من السيطرة على مجلس الشيوخ. لكن قادة الحزب الديموقراطي يأملون في ان يمارسوا نفوذاً اكبر في الكونغرس بفضل ما حققوه من مكاسب في المجلسين. واظهرت النتائج غير النهائية لانتخابات مجلس النواب، التي شملت تجديد كامل مقاعده ال 435، ان الجمهوريين سيحصلون على غالبية ضئيلة من 11 صوتاً مقابل 13 حالياً. وحصل الجمهوريون على 220 مقعداً مقابل 211 للديموقراطيين. ولم تحسم نتيجة التنافس على مقعدين. وهناك نائبان مستقلان. وقال بول لايت مدير الدراسات السياسية في معهد بروكينغز ان الفائز لن يتمتع سوى "بتفويض بسيط. فرسالة الناخبين الى المرشحين تتخلص كالتالي: لا تفعلا شيئاً، لا تمسا شيئاً". وستكون مهمة الادارة الجديدة اكثر صعوبة بسبب عدم تمتع اي من الفريقين بغالبية واضحة في الكونغرس. وحسب النتائج غير النهائية بعد فان الجمهوريين سيحصلون في مجلس النواب على غالبية ضئيلة من 11 صوتا مقابل 13 حاليا في حين قد يحصل الحزبان الجمهوري والديموقراطي على عدد متساو من المقاعد في مجلس الشيوخ الذي يضم مئة عضو. وتظهر هذه النتائج انه اذا اصبح بوش رئيساً لن يتمتع سوى بغالبية ضعيفة في الكونغرس مثلما هي الحال منذ ست سنوات بالنسبة الى الرئيس بيل كلينتون الذي اضطر الى خوض معارك متواصلة مع الكونغرس. ورأى المحللون امس ان التفويض الذي سيتمتع به الرئيس الاميركي المقبل، سواء كان ديموقراطياً ام جمهورياً، سيكون ضعيفاً، مع احتمال قيام كونغرس مكبل، مما يثير مخاطر حصول شلل سياسي. وقال بول لايت "يستحيل تقريباً تصور سيناريو يسمح للكونغرس ببت الكثير من القضايا. واعتقد ان الوضع سيبقى على حاله وان الامور لن تتقدم كثيراً". وتوقع انه في حال فوز آل غور فسيلاقي مشقة في التعامل مع مجلس النواب وإن كان وضعه سيكون افضل في مجلس الشيوخ، بسبب التراث الاستقلالي الراسخ للشيوخ وموافقتهم في غالب الاحيان على تجاوز انتماءاتهم الحزبية.