استفي فيينا أمس، جولة جديدة من المحادثات النووية الحاسمة بين الترويكا الأوروبية وإيران، في أول حوار مباشر بين الجانبين منذ تجميد المفاوضات في آب أغسطس الماضي، فيما أكدت طهران عزمها تطوير برنامج نووي شامل. وتكاد تكون المحادثات مواجهة بين الطرفين أقرب منها إلى المهادنة، خصوصاً بعد تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأخيرة التي وصف فيها المحرقة النازية بأنها خرافة وطالب بنقل إسرائيل إلى دولة غربية. وأفاد محمد جواد وعيدي مساعد رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي للشؤون الدولية الذي ترأس الوفد الإيراني، أن الجولة الأولى اقتصرت على تبادل وجهات النظر حول إمكان التوصل الى قاعدة مقبولة من الطرفين يمكن متابعة المحادثات على أساسها. وتحفظ وعيدي عن إبداء أي توقعات أو تقويم للنتائج التي يحتمل أن يخرج بها الجانبان. وتطابق موقف وعيدي مع ما أبداه ديبلوماسي غربي من تفاؤل حذر بالنتيجة التي يمكن أن تؤول إليها الاجتماعات التي ستركز، على"المباحثات بحد ذاتها ودراسة احتمالات استئنافها مع بداية السنة الجديدة للخروج بحل معقول"يجنب إحالة ملف طهران النووي إلى مجلس الأمن. ويشارك في المفاوضات على مستوى وفد الاتحاد الأوروبي خبراء ومديرون عامون من دول الترويكا الثلاث، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، فيما شمل الوفد الإيراني إلى جانب وعيدي ومندوب إيران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد مهدي آخوندزاده ومساعد الشؤون الدولية والتخطيط في منظمه الطاقة الذرية الإيرانية محمد سعيدي. تشاؤم واستبعدت مصادر ديبلوماسية عربية أن يكون لاستئناف المفاوضات أي أثر للحليولة دون إحالة ملف طهران إلى مجلس الأمن وذلك وسط غياب مؤشرات على إمكان تفادي ذلك في ظل"نفاد صبر المجتمع الدولي". وقال ديبلوماسي أوروبي:"لن نستأنف المفاوضات وإنما سنستمع الى ما سيقوله الإيرانيون ولا سيما في شأن الأبحاث والتطوير"، ملمحاً إلى أجهزة الطرد المركزي التي يمكنها تخصيب اليورانيوم الى مستوى يمكن استخدامه في صنع أسلحة نووية. ومن المرجح أن تتمخض المحادثات عن قرار يعود به المندوبون الأوروبيون إلى عواصمهم للبت فيه بشأن الاجتماع مرة أخرى في كانون الثاني يناير المقبل. وأعلن حسين انتظامي الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي أن إيران تريد البحث في جدول زمني محدد لاستئناف نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم خلال مفاوضاتها مع الأوروبيين. وقال:"في نظرنا، موضوع المفاوضات هو رفع تعليق نشاطات معالجة اليورانيوم وذلك يجب أن يحصل ضمن جدول زمني محدد"، مضيفاً:"نرحب بكل ضمانات لحق إيران، أن يتم التخصيب على الأرض الإيرانية ومن جانب تقنيين إيرانيين، لكن لا نصر على اعتماد ضماناتنا الخاصة". وصرح وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن بلاده ستصر على حقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها خلال المفاوضات. وقال:"من الطبيعي ان يكون الحديث عن تخصيب اليورانيوم بهدف إنتاج وقود للمحطات النووية معناه أن تتم عمليات التخصيب ودورة الوقود النووي على أراضينا". وأضاف في طهران:"لا نريد محادثات لمجرد اجراء محادثات". أنقرة وتل أبيب الى ذلك، يبدأ قائد الأركان الإسرائيلي دان هالوتس زيارة لأنقرة اليوم، يلتقي خلالها الرئيس أحمد نجدت سيزر ووزير الدفاع وجدي غونول، إضافة إلى نظيره التركي الجنرال حلمي أوزكوك، فيما يجري التحضير للقاء مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لم يتأكد بعد. وتركّز الزيارة على متابعة التعاون العسكري التركي - الإسرائيلي والملف النووي الإيراني، في وقت برزت إشارات في تركيا تعتبر سعي طهران إلى امتلاك سلاح نووي تهديداً للأمن التركي. واستقبلت أنقرة قبل أسبوع رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية بورتر غوس الذي أحيطت زيارته بالكتمان، بينما سربت إلى الصحافة التركية وثيقة اعتمدها مجلس الأمن القومي في تشرين الأول أكتوبر الماضي اعتبرت سعي طهران لامتلاك سلاح نووي يهدد أمن تركيا. وفي هذا الإطار، أعلن السفير الاميركي في أنقرة روس ويلسون، أن احدى أهم مهماته الملف النووي الإيراني وإقناع أنقرة بالتعاون الفعال مع بلاده في هذا الإطار. وكانت إسرائيل حاولت مراراً إقناع تركيا منذ عام 1999 بأن طهران تشكل عدواً مشتركاً، واقترحت على أنقرة في حينه ضرب المفاعلات النووية الإيرانية عبر القواعد والأجواء التركية، ما رفضه رئيس الوزراء التركي آنذاك بولند اجاويد. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الفنلندية أنها استدعت السفير الإيراني في هلسنكي بعد سلسلة التصريحات التي أدلى بها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في شأن إسرائيل واليهود.