تواصلات الحملات المتبادلة بين تحالف قوى 14 آذار والرئيس اللبناني اميل لحود امس، حول مطلب قادة الأكثرية استقالة الأخير، فيما أنتجت الاتصالات بين دوائر رئاستي الجمهورية والحكومة اتفاقاً لاعتماد مكاتب المجلس الاقتصادي الاجتماعي في وسط بيروت، كما ذكرت"الحياة"امس، مقراً موقتاً لعقد جلسات مجلس الوزراء، كحل وسط بديل من المقر الموقت الذي كان معتمداً في منطقة المتحف، والخاص بإدارة الجامعة اللبنانية، مع ترجيح حضور وزراء الأكثرية الجلسة المرتقبة عصر غد الأربعاء، بعدما رفضوا حضور الجلسة الماضية برئاسة لحود في قصر بعبدا. راجع ص 6 و 7 وأكدت مصادر لحود انه سيحضر جلسة الغد ويترأسها، في مقابل تأكيد مصدر وزاري ل"الحياة"ان لا نية لتعطيل أعمال الحكومة وبالتالي لن يقاطع وزراء تحالف 14 آذار الجلسة اذا حضرها رئيس الجمهورية من دون ان تسقط غياب بعضهم احتجاجاً على ترؤسه لها، ولكن مع الحفاظ على نصاب عقد الجلسة. وفيما تتجه الأنظار في بيروت الى مؤتمر الحوار البرلماني الذي دعا إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد غد الخميس، لعله يساهم في إيجاد مخرج من التأزم الناجم عن اصرار الأكثرية على استقالة لحود، قالت مصادر واسعة الاطلاع ل"الحياة"ان ترقب المبادرة العربية التي يمكن ان تساهم في ايجاد مخرج للتغيير في الرئاسة الأولى، بالتالي معالجة هذا التأزم، يتوقف على نتائج المشاورات التي سيجريها الرئيس المصري حسني مبارك مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فإذا توافقا على تحرك في هذا الخصوص، سيكون مشتركاً، ويتناول قضية الرئاسة ضمن قضايا اخرى منها العلاقات اللبنانية - السورية. وأعلن بري في عمان امس انه"لا يوجد شيء اسمه مبادرة عربية بالمعنى المتكامل". وسبقت اتفاق معاوني لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، الذي كرر امس نصحه بالاستقالة، على مقر عقد جلسات مجلس الوزراء حملات متبادلة، وصف فيها لحود في رسالة نشرتها جريدة"لوريان لو جور"الصادرة بالفرنسية، الأكثرية النيابية بأنها تعمل بدعم اجنبي - اسرائيلي. واعتبر ان الحكومة هي مسودة حكومة معارضة تدعو الى تظاهرات ضد نفسها وتوجهها ضد الرئاسة الأولى. وردت كتلة"المستقبل"النيابية بزعامة النائب سعد الحريري، فاعتبرت ان ما جاء في رسالة لحود"تزوير فاضح للحقائق السياسية"واتهمته ب"التحريض المذهبي والطائفي وبالتشبث بالرئاسة خلافاً لإرادة اكثرية اللبنانيين". ووصفت لحود بأنه"خطر متزايد على الوحدة الوطنية ومصالح لبنان وعلاقاته الخارجية". لكن مصادر مقربة من رئيس الجمهورية قالت انه"حريص على مواصلة ادارة شؤون البلاد مع السنيورة في جو من التفاهم والتعاون، مشيرة الى ان التنسيق بين الرئيسين حول المقر المقبل لاجتماع مجلس الوزراء تواصل امس خصوصاً ان لحود سيمارس حقه الدستوري في ترؤس الجلسات". واعتبرت ان"مفاعيل الحملة لإطاحة لحود تبدو محدودة، بخاصة بعدما استنفدت كل الأوراق التي طرحتها الأكثرية النيابية". وفيما تزامن الاتفاق على عقد جلسة مجلس الوزراء، مع توافق بين السنيورة والنائب الحريري على الخطوات المقبلة، توقع مصدر في تحالف 14 آذار ان يصل عدد النواب الموقعين على العريضة المطالبة بتقصير ولاية لحود الى 70 نائباً غداً، فتسلم الى بري على ان يوقعها نائب اضافي بعد عودته من السفر آخر الأسبوع. وكان بري قال لنواب الأكثرية:"حين يصبح العدد 86 نائباً ثلاثة ارباع اعضاء البرلمان قولوا لي لأبدأ الإجراءات". وهو ما لا تستطيع الأكثرية تأمينه من دون التوافق مع الثنائية الشيعية او كتلة العماد ميشال عون. واستعداداً لعقد مؤتمر الحوار سيتحول الوسط التجاري لبيروت حيث البرلمان في ساحة النجمة والشوارع المؤدية إليها الى منطقة امنية يحظر فيها التجول، باستثناء المدعوين الى الحوار وعدد قليل من موظفي المجلس النيابي المعنيين بالتحضير للمؤتمر. وعلمت"الحياة"ان التدابير بدءاً من بعد ظهر الأربعاء ستحظر حتى على النواب من غير المشمولين بالحوار، بدءاً من الخميس، الحضور الى مكاتبهم والبرلمان، لأن المبنى الخاص بمكاتبهم سيقفل وتُعلّق اجتماعات اللجان النيابية. وأعطت رئاسة المجلس الموظفين إجازة الى حين انتهاء الحوار، فيما فرغت شرطة المجلس وسرية الجيش المولجة حماية ساحة النجمة من اجراء مسح ميداني شمل الموظفين العاملين في المؤسسات الواقعة في المنطقة. وتُحسم اليوم مسألة السماح للموظفين في بعض الوزارات والمؤسسات بمزاولة اعمالهم خلال مؤتمر الحوار. وفي باريس، علمت"الحياة"من مصدر مطلع ان وزارة الخارجية الفرنسية استدعت سفيرة لبنان في فرنسا سيلفي فضل الله مرتين خلال الاسبوع الماضي للتعبير عن استغراب فرنسا لأسلوب الرئاسة اللبنانية غير الديبلوماسي في التهجم على الرئيس جاك شيراك والسفير الفرنسي لدى لبنان. والتقت فضل الله كلاً من مدير الشرق الأوسط في الخارجية جان فرانسوا ثيربو في المرة الأولى والمدير المعاون جيل بونو في المرة الثانية. وعبر المسؤولان لها عن استغراب وزارة الخارجية إزاء الاسلوب غير الديبلوماسي الرئاسي اللبناني. الى ذلك، وصل أمس وزير الاقتصاد اللبناني سمير حداد الى باريس للمشاركة في مؤتمر تمويل التنمية ومكافحة الايدز الذي يعقد في العاصمة الفرنسية برئاسة شيراك ومشاركة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان.