أكدت مصادر لبنانية قريبة من قصر بعبدا أن الموقف النهائي لرئاسة الجمهورية من قضية عدم توجيه رومانيا دعوة رسمية للرئيس أميل لحود الى تمثيل لبنان في القمة الفرنكوفونية التي ستعقد في أواخر شهر أيلول سبتمبر المقبل، لن يتبلور إلا بعد أن يتلقى لبنان جواباً رسمياً من الدولة المضيفة حول الأسباب التي دفعتها الى مثل هذا التصرف وعندها سيكون للرئيس اميل لحود موقف حاسم. واعتبرت هذه المصادر أن المواقف التي صدرت عن عدد من القيادات السياسية المسيحية والإسلامية الرافضة تجاهل بوخارست رئاسة الجمهورية وإرسال الدعوة الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تعكس مدى فداحة الخطأ الذي ارتكبته رومانيا بطلب من الرئيس الفرنسي جاك شيراك متذرعة بالمواقف السياسية الداخلية. وقالت المصادر نفسها أن الكلام الصادر يؤكد الموقف اللبناني الرافض المساس بموقع رئاسة الجمهورية بصرف النظر عن الخلافات السياسية وإنه من غير المقبول أن يسيء أي طرف إقليمي أو دولي الى الموقع أو الشخص. واستغربت هذه المصادر أن تطرح صيغ بأنه سيعتمد حل وسط أي لا يذهب الى القمة لا رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة، مشيرة الى أن هذا الأمر ليس وارداً بالنسبة الى الأصول المعتمدة لأن القمة يحضرها رئيس الدولة وسبق للبنان أن استضاف قمتين ووجه الدعوات الى رؤساء الدول ومن غير الوارد أن يحضر لبنان القمة اذا لم توجه الدعوة الى رئيس البلاد. ولفتت المصادر الى أنه اذا كان هناك وجهات نظر تتحدث عن الوضع السياسي الداخلي فلا شأن للدول بهذا والرئيس اميل لحود هو رئيس الدولة اللبنانية. وحذّرت المصادر من التداعيات السلبية لتجاهل رومانيا دعوة لحود وقالت:"هناك من يتذرع بالمقاطعة الدولية للرئيس اميل لحود لكن هذه المقاطعة تقتصر على عدد من الدول أما المنظمات الإقليمية والدولية مثل الأممالمتحدة والمنظمة الفرنكوفونية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وغيرها، فهذه تتعاطى مع كل الدول على قدم المساواة ولا يمكن بالتالي ان تنفرد دولة بموقف عندما يكون للمؤتمر الطابع العام كما هي الحال بالنسبة الى قمة الفرنكوفونية". كما حذّرت المصادر نفسها أيضاً من أن أي معالجة لهذا الموضوع لا تأخذ في الاعتبار أن رئيس الجمهورية هو الذي ترأس وفد لبنان الى مؤتمرات القمة أو يكلف من يراه مناسباً لتمثيله وبالتالي تجاهل دعوة الرئيس اميل لحود ستكون حصيلته غياب لبنان عن القمة. وذكرت المصادر بمسؤولية الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن الوصول بهذا الملف الى الوضع الذي هو فيه اليوم، معتبرة أن ما صدر من موقف فرنسي يوم الاثنين الماضي حول عدم مسؤولية باريس عن عدم دعوة الرئيس لحود لا يعكس حقيقة الموضوع لأن لدى لبنان معلومات أكيدة بأن فريق عمل جاك شيراك الذي ينسق مع الأمانة العامة للمنظمة الفرنكوفونية ومقرها في باريس هو الذي يقف وراء استبعاد لحود. الى ذلك، أبرزت الصحف الرومانية الصادرة أمس الخلاف بين لبنانورومانيا، وقالت أن الخطوة الرومانية جاءت بناء على نصيحة فرنسية، إضافة الى روايات مختلفة حول الخطوة الرومانية التي يلفها الغموض، خصوصاً أن الأجوبة التي قدمها نائب وزير الخارجية الروماني تيودور باكونشي الى المسؤولين اللبنانيين يوم الاثنين الماضي لم تتسم بالحسم.