رحلت السلطات البريطانية، مساء الجمعة، أحد الجزائريين الذين اشتُبه في تورطهم في"مؤامرة الرايسين"للهجمات المحتملة على مترو أنفاق لندن عام 2002، بعد ضمانات من السلطات الجزائرية بعدم التعرض له بالمتابعة القضائية في ظل غياب أدلة ضده بالتورط في أعمال إرهاب. لكن مصادر قريبة من الشاب الجزائري أكدت انه هو من طلب العودة الى بلاده بعدما أصيب بيأس من إمكان تحسن معاملته في بريطانيا. وقالت مصادر مطلعة إن الجزائري الذي رُحّل من لندن تعرض إلى مساءلة روتينية على يد أمن شرطة الحدود في مطار هواري بومدين الدولي، لكنه لن يتعرض إلى متابعات قضائية على الأرجح. ويُتوقع أن يتم ترحيل عدد آخر من الجزائريين قريباً. ويعتقد أن كل هؤلاء سيكونون من فئة الأشخاص غير المرغوب في بقائهم في بريطانيا ولم يتورطوا في أعمال عنف في الجزائر. والشاب الذي أُعيد إلى بلاده مساء الجمعة هو أول جزائري مشبوه في قضايا الإرهاب يتم ترحيله من بريطانيا منذ تصاعد أعمال العنف في البلاد العام 1992. ومن المقرر أن يقوم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في التاسع من تموز يوليو المقبل بزيارة إلى لندن للقاء الملكة اليزابيث الثانية ورئيس الوزراء توني بلير. وقال ناطق باسم وزارة الداخلية البريطانية إن الجزائري الذي رُحّل"تبين أنه يشكل تهديداً للأمن الوطني للمملكة المتحدة". وهو واحد من أربعة جزائريين برّأهم القضاء البريطاني في نيسان أبريل 2005 في إطار قضية"مؤامرة الرايسين". ووقعت لندنوالجزائر اتفاقاً لترحيل المجرمين في الثامن من حزيران يونيو الجاري. ويشمل الاتفاق التعاون الأمني والقضائي بين البلدين. وكانت المفاوضات المتعلقة بتوقيع الاتفاق القضائي تعثرت مرات عدة منذ نهاية العام الماضي بسب رفض الجزائر قبول زيارات يقوم بها قضاة بريطانيون إلى السجون الجزائرية لمتابعة تنفيذ العقوبات داخلها. لكن البلدين توافقا قبل أيام على آلية لضمان مراقبة تنفيذ الأحكام من دون المساس بسيادة الجزائر، من خلال وفود تتولى المتابعة في إطار منظمات دولية مثل الصليب الأحمر الدولي.