أعلن ناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أمس أن بلاده تسلمت الليلة الماضية جثماني مانع العتيبي وياسر الزهراني السعوديين اللذين توفيا في معتقل غوانتانامو في كوبا. وقال:"الجهات المتخصصة بالمملكة استلمت بعد منتصف ليلة أول من أمس جثماني السعوديين اللذين سبق الإعلان عن وفاتهما في معتقل غوانتانامو، حيث تم نقل الجثمانين إلى المستشفى لإخضاعهما للفحوص الطبية والإجراءات النظامية المتبعة". وأكد"أن ذوي المتوفين أبلغوا بوصول جثتيهما وتجرى ترتيبات حضورهم للتعرف اليهما واستكمال الإجراءات اللازمة". وفي صنعاء، رفضت عائلة المعتقل اليمني المتوفى صلاح علي عبدالله أحمد دفن جثمان ابنها الذي أودعته الحكومة اليمنية في مستشفى الثورة في صنعاء منذ تسلمها من الأميركيين يوم الخميس الماضي، بحسبما أكدت مصادر من العائلة ل"الحياة". وفي تطور لافت، علمت"الحياة"من مصادر مطلعة في الدوائر القضائية اليمنية أن النائب العام اليمني وافق أمس على طلب عائلة المعتقل اليمني المتوفى تشكيل لجنة تحقيق يرأسها طبيب شرعي لدى النيابة العامة وعدد من المحققين مهمتها تشريح الجثة ورفع تقرير عن أسباب الوفاة. وأعلنت منظمة يمنية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان أنها في صدد رفع دعوى ضد السلطات الأميركية من اجل"كشف حقيقة مقتل اليمني صلاح علي عبدالله أحمد". وقال خالد الأنسي الناطق باسم الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات هود إنه توجه وعدد من المحاميين إلى النائب العام"للحصول على توجيه باستلام الدعوى ومباشرة التحقيق بخاصة، وأن وزارة الداخلية اليمنية شككت برواية الجانب الأميركي الذي تحدث عن انتحار اليمني واثنين سعوديين". وأشار إلى أن المنظمة وعدداً من المحاميين حصلوا على توكيل من أسرة عبدالله للترافع باسمها ضد الإدارة الأميركية ضمن اتفاق مع منظمات دولية أعلنت رغبتها مساعدة الأسرة اليمنية للحصول على رواية قانونية محايدة حول الحادثة، والضغط على الإدارة الأميركية لإغلاق المعتقل. جاء ذلك بينما بدأ قائد القوات المركزية الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جون أبي زيد زيارة رسمية إلى اليمن أمس لبحث مسألة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين صنعاء وواشنطن. وأثارت وفاة المعتقلين الثلاثة انتقادات واسعة، ونادت حكومات ومنظمات حقوقية بإغلاق المعتقل. وكانت القيادة الأميركية الجنوبية أعلنت السبت الماضي عن"انتحار"سعوديين ويمني في غوانتانامو. لكن مسؤولاً سعودياً شكك في الرواية الأميركية حول انتحار السجينين ولمح إلى أن النزلاء ربما يكونون تعرضوا للتعذيب. يشار إلى أن حوالى 450 سجيناً بينهم 105 سعوديين يعتقد بأنهم معتقلون في غوانتانامو. وأطلقت السلطات الأميركية سراح أكثر من 21 سعودياً.