يظن السعوديون أن مهمتهم في "المونديال" انتهت بعد خسارتهم بالتعادل مع تونس في مباراة استعادة الثقة، وأن الهدف الذي من أجله وصلوا إلى ألمانيا تحقق، وهو محو الصورة السيئة التي ظهروا بها في"المونديال"الآسيوي، البداية ممتازة لپ"الأخضر"، لكن العبرة دائماً بالنهايات، الركون إلى أن ما تحقق هو انجاز ربما يدخل السعوديين في دوامة الندم بعد ذلك. نتفق جميعاً ومعنا نجم تونس حاتم الطرابلسي على أن النتيجة سرقت من السعوديين في الوقت بدل الضائع، لكن ومن باب وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، فقد تكون النتيجة التي حققها المنتخب السعودي من أهم الدروس التي يمكن أن يستخلصها اللاعبون في المباراتين المتبقيتين لهما في الدور الأول أمام أوكرانيا وإسبانيا، فغياب التركيز في طرفة عين ربما يؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها، أطلعني أحد المرافقين للبعثة السعودية أن المدرب باكيتا سهر مع لاعبيه ليلة المباراة على مشاهدة مباراة بايرن ميونيخ ومانشستر يوناتيد في نهائي كأس أبطال الدوري الأوروبي، وكيف تبدلت المباراة من حال إلى حال في الدقائق الثلاث الأخيرة من عمر المباراة، وكأني بباكيتا وهو يقدم للاعبيه هذا الدرس الميداني كان يخشى من سطوة الدقائق الأخيرة في كل مباراة، وهو ما حدث أمام تونس التي أدركت التعادل في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع. على السعوديين أن يضعوا نتيجة مباراة تونس في ملفات الغيب المحفوظة، ويبدأوا بالتفكير في المنتخب الأوكراني المرشح الثاني لخطف إحدى البطاقتين عن المجموعة، فخسارة"أبناء بلوخين"برباعية أمام"راقصي الفلامنكو"لا تعني أن الأمور وصلت إلى نهايتها الحقيقية، فالمباراة الافتتاحية لكل فريق في"المونديال"لا يمكن القياس عليها، فرهبة الموقف تسيطر على الفرق، خصوصاً عندما يكون الفريق في تجربته الأولى في المحفل الدولي. خسرت أوكرانيا معركة كما يقال لكنها لم تخسر الحرب، وهو ما يجب أن يدركه لاعبو المنتخب السعودي، فالأوكرانيون سينظرون إلى مباراتهم أمام السعودية بمنظار التعويض، وفي حال تحقيق الفوز فسيعودون إلى دائرة الترشيحات من جديد. التركيز إلى جانب ارتفاع الروح المعنوية لدى السعوديين داخل الملعب سيصعبان من مهمة اوكرانيا، وقبل ذلك احترام الخصم واعتباره نداً قوياً، وأن ما تعرض له أمام اسبانيا لا يمكن تسميته بالواقع الحقيقي لأوكرانيا. ومضات أخيرة نجح أصحاب الضيافة المنتخب الألماني بالتأهل كأول المنتخبات إلى الدور الثاني، وهو تأهل مشروع على رغم أن الألمان ذاقوا الأمرين أمام الاكوادور، واليوم ينتظر أن يلحق بهم المنتخب الهولندي عندما يلاقي ساحل العاج، فالفريق لديه كل أسلحة التفوق، بدءاً من المدرب فان باستن ونهاية بالمهاجمين الناريين نيستلروي وفان بيرسي وروبن. ستكون مباراة الأرجنتين وصربيا اليوم هي محط أنظار كل الرياضيين لأسباب عدة، أبرزها أن الصرب سيحاولون أن يعودوا إلى المنافسة من جديد، لكن آمالهم ربما ستصتدم بعقبة الأرجنتين الصلبة وهنا تكمن الإثارة.