احتدمت المعارك والمواجهات الدامية بين مقاتلي حركة"طالبان"وقوات التحالف الأميركية والبريطانية والأفغانية المشتركة، في إطار عملية"أسد الجبل"التي أطلقها التحالف بمشاركة 11 ألف جندي بدءاً من منتصف نيسان ابريل الماضي، ووصفتها القوات الأميركية بأنها الأكبر حجماً ضد"طالبان"منذ إطاحة نظام حكمها نهاية عام 2001. واعترفت القوات الأميركية بضراوة القتال مع عناصر"طالبان"في ولاية أوروزجان وهلمند وقندهار وزابل الجنوبية، وأشارت إلى مقتل جنديين من التحالف في هلمند وكونار جنوب شرقي في مقابل 14 من"طالبان"في قندهار وزابل، وجرح آخرين وتدمير أربع آليات مصفحة أميركية. وحددت تامارا لورانس، الناطقة باسم قوات التحالف، الوضع الحالي للقوات الدولية بأنه"هجومي"، وأكدت نجاح العملية في شل قدرة"طالبان"إلى حد كبير على صعيد التنظيم والتحرك،"ما يمهد لشن عملية اقتحام الجبال"في المرحلة التالية. وأشارت الناطقة إلى عدم وجود موعد محدد لانتهاء الحملة"التي لن تشهد عملية إنزال كبيرة كما حصل على شاطئ النورماندي نهاية الحرب العالمية الثانية، بل جزء من حملة مستمرة". بدوره، أعلن الكولونيل توم كولينز، الناطق باسم التحالف في كابول، أن الهدف المعلن للعملية يتمثل في"قطع الطريق أمام العدو، خصوصاً الممرات التي يستخدمها، وتحقيق مشاريع انسانية وأخرى لاعادة الاعمار في الوقت ذاته"، على رغم أن الولاياتالجنوبية لم تستفد كثيراً حتى الآن من المساعدات الدولية التي خصصت لافغانستان منذ سقوط نظام حكم"طالبان"والمقدرة ببلايين الدولارات، وذلك لأسباب أمنية. وأكد أن هذه الجهود ستتيح إيجاد الشروط لانتقال القوات الافغانية والمؤسسات الحكومية والمنظمات الانسانية إلى المنطقة و"بدء العمل الفعلي الذي يجب إنجازه". ولا تمثل قوات الشرطة الأفغانية في مناطق جنوبية عدة إلا عشرات العناصر التي تتقاضى أجوراً بسيطة وتنشر غالباً في الخطوط الأمامية للجبهة من أجل مواجهة مقاتلي"طالبان"الذين تقدر مصادر غربية عددهم بالآلاف، فيما يقول أحد قادة"طالبان"إنهم 12 ألفاً. وينعكس تفشي الفساد في المنطقة سلباً على سمعة حكومة الرئيس حميد كارزاي، في حين تؤجج عمليات تهريب المخدرات أعمال العنف. في المقابل، سخرت"طالبان"من تصنيف القوات الأميركية لعملية"أسد الجبل"باعتبارها الأكبر حجماً، وأكدت أن أي عملية ضد"طالبان"بدءاً من تلك في شاهي كوت ربيع عام 2002، وصولاً إلى"أسد الجبل"التي شارك فيها أكثر من 2500 جندي أميركي وأفغاني"لم تسفر عن أي نتائج إيجابية". وأشارت"طالبان"إلى تدمير مقاتليها سبع عربات مصفحة أميركية وقتل عناصرها، ونفت مقتل 14 من عناصرها، معتبرة أن الجيش الأميركي يهدف عبر هذه المزاعم إلى"رفع معنويات قواته وتلك البريطانية التي تواجه مقاومة شرسة في الجنوب". وكان وزير الدفاع البريطاني ديس براون وصل إلى ولاية هلمند في زيارة مفاجئة من أجل تفقد قوات بلاده ورفع معنوياتها، بعدما اتخذت حكومة توني بلير أخيراً قرار نشر 3300 من القوات البريطانية في ولاية هلمند. وسيطرت"طالبان"لمدة أيام قليلة نهاية أيار مايو الماضي على منطقة في ولاية أوروزجان، بعدما طردت قوات الشرطة منها. قطع رأس جاسوس أفغاني وفي باكستان، قطع ناشطون قبليون موالون ل"طالبان"رأس رجل اتهموه بالتجسس لحساب القوات الأميركية في باكستان. وعثر على جثة القتيل حسيب خان المنحدر من ولاية خوست الأغانية من دون رأس قرب بلدة ماهشر كوت القريبة من ميرانشاه كبرى مدن إقليم شمال وزيرستان القبلي. ووجدت رسالة إلى جانب الجثة كتب عليها أن"خان قتل لمعاقبته على التجسس لمصلحة القوات الأميركية والأفغانية". وفي إقليم بالوشستان جنوب غربي، قتلت القوات الحكومية خمسة متمردين يقاتلون من أجل السيطرة على موارد الغاز، في هجوم شنته على أحد معاقلهم في منطقة ديرا بوغتي ليل الثلثاء - الأربعاء. وقال رازق بوغتي، الناطق باسم الحكومة الاقليمية، إن"قوات شبه عسكرية مدعومة بمروحيات مقاتلة هاجمت معسكراً لمتشددين استخدم في تخطيط وإعداد هجمات على حقول للغاز في المنطقة، ودمرنا المجمع و23 كهفاً في جبال قريبة حيث خزنوا عدداً هائلاً من الأسلحة والذخائر". وندد الزعيم القبلي نواب أكبر خان بوغتي بهجوم قوات الأمن، وقال إنه لم يقتل إلا مدنيين فيه من دون أن يحدد عددهم.