شيئاً فشيئاً تدخل مصطلحات جديدة في اللغة الديبلوماسية. فيقال، مثلاً، الثلاثي الأوروبي أو U-3 ويقصد بالمصطلح القوى الأوروبية الثلاث، المانيا وفرنسا وبريطانيا التي أسهمت في ترجيح المفاوضات مع ايران يوم كات الولاياتالمتحدة محجمة. ويقال"5+1"، للدلالة على المانيا، والدول الخمس في مجلس الأمن. فألمانيا، العضو في"U-3"، هي شريك ثابت في المفاوضات مع ايران، الى الصين وفرنسا والولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا. واللغة ليست على الحياد. فوراء المصطلحات الجديدة حقائق دولية جديدة. وأولى الحقائق هذه المركزية المفرطة في تعاطي الأزمة الايرانية. فهذه لا تقتصر على مسألة الانتشار النووي، بل تتعداها الى علاقة الإسلام ومجتمعاته بسائر العالم. والحقيقة الثانية هي صعود المانيا. فبعدما توحدت المانيا في نهاية القرن التاسع عشر، وخرجت مهزومة من الحرب العالمية الأولى، وتقسمت بعد الثانية، وعادت والتحمت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، استغرق إثباتها نفسها قرناً كاملاً. فهي القوة الأولى في الاتحاد، اقتصاداً وثراء. وهي لم تعد قزماً في السياسة، فصارت عملاقاً حقيقياً. فألمانيا المسالمة والمعتدلة، ذات الحكومة المتينة، تلعب دوراً حيوياً في أوروبا، على مثال موقعها الجغرافي. ومبادرتها حيال ايران حولتها لاعباً دولياً في الاتحاد، وهذه هي الحقيقة الثالثة. فهي موضع ثقة الولاياتالمتحدةوالصين وروسيا معاً. وفي مستطاعها جمعهم مع ايران. ولولاها لما ظهرت صورة العالم على النحو الذي أظهرته الأزمة الإيرانية. وهذه حقيقة رابعة. وعليه، ينبغي أن نعتاد مصطلح"الأربعة"الجديد لتسمية أوروبا وأميركا والصين وروسيا، فهم"الأربعة الكبار". عن برنار غيتا،"لكسبريس"الفرنسية، 8/6/2006