زار الرئيس الأميركي جورج بوش بغداد فجأة ولم تُعلن الزيارة الا بعد مغادرته العاصمة العراقية. لم يطلع أي من الزعماء العراقيين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء نوري المالكي على الاستعدادات للزيارة او موعدها. والتقى بوش اثناء توقفه في بغداد لمدة خمس ساعات المالكي والرئيس جلال طالباني ورئيس البرلمان محمود المشهداني، ومجموعة من العسكريين الأميركيين. واجتمع بوش مع المالكي الذي لم يُبلغ بالزيارة إلا قبل خمس دقائق من لقائه الرئيس الأميركي في مقر السفارة الأميركية داخل"المنطقة الخضراء"وسط بغداد. وقال المالكي لبوش لدى لقائهما:"مسرور لرؤيتك"، فيما شكره الأخير لاستقباله. وكان المالكي حضر للقاء الرئيس الأميركي من خلال تقنية الدائرة التلفزيونية المغلقة عبر الأقمار الاصطناعية، لكنه فوجئ ببوش الى جانبه. وكان الرئيس الأميركي حض في ختام مشاورات أجراها ليومين مع مسؤولين أميركيين، الحكومة العراقية على استخدام النفط أداة لكسب ثقة العراقيين وتوحيد صفوفهم. وقال للصحافيين في المقر الرئاسي في كامب ديفيد قرب واشنطن"إن وجهة نظري الشخصية هي أن على الحكومة استخدام النفط أداة لتوحيد البلاد، وعليها أن تفكر في صندوق مالي حقيقي حتى يثق الناس في الحكومة المركزية". وأضاف أن كثيراً من الوقت خُصص لمناقشة مسألة النفط والطاقة خلال مشاورات واسعة أجراها أول من أمس في خصوص وسائل دعم الحكومة العراقية الجديدة في شكل أفضل. واتهم بوش الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بترك الصناعة النفطية تتدهور في العراق، وقال انه"لأمر ايجابي"أن يعود مستوى انتاج النفط العراقي في الفترة الاخيرة الى ما يفوق المليوني برميل يومياً. وأوضح أن"ثمة امكانات مهمة جداً لاستكشاف للنفط"، مشيراً الى أن"على الحكومة ايجاد وسائل مناسبة لتستأجر في طريقة منصفة أراضي الناس". وكان بوش اجتمع مع كبار مستشاريه ومساعديه ووزراء حكومته وقادة عسكريين وديبلوماسيين أميركين، فضلاً عن خبراء لتحديد أفضل السبل لمساعدة الحكومة العراقية على أداء مهماتها، ولا سيما الأولويات منها مثل فرض الأمن وتحييد الميليشيات وتأمين التيار الكهربائي وتحسين الانتاج النفطي والزراعي. خليفة الزرقاوي وقال الرئيس الأميركي إن خليفة أبي مصعب الزرقاوي في زعامة"تنظيم القاعدة في العراق"سيكون"على قائمتنا لمن ينبغي تقديمهم الى العدالة". وبعدما أشاد بمقتل الزرقاوي ووصفه بأنه"ضربة كبيرة"لتنظيم القاعدة، قال"أُدرك تماما ان ذلك لن ينهي الحرب". وأكد بوش أن على القوات الأميركية أن تبقى في العراق في الوقت الراهن للمساعدة في تحقيق الأمن. واعتبر أن أفضل طريقة لوقف العنف هي أن تكون حكومة الوحدة الوطنية قادرة على الدفاع عن العراق وتحقيق تحسن يلمسه الشعب. وقال"لا جدال في أن القتال مرير وأن العدو عنيف وقاس، لكن العدو لا يساوي شيئاً. سأظل أُذكر الشعب الأميركي بأن الأمر يستحق". وفي هذا السياق، طرح الجمهوريون في مجلس النواب الأميركي مشروع قانون اعتبروا أنه سيكون نقطة الانطلاق لنقاش شامل في خصوص الحرب على العراق، لكن الديموقراطيين انتقدوه لتركيزه على الحرب على الارهاب في شكل واسع. ومن المقرر أن يناقش مجلس النواب هذا الأسبوع مشروع القانون الذي طرح أول من أمس ويُعلن أن الولاياتالمتحدة ستنتصر في الحرب على الارهاب، ولا يذكر العراق حتى الفقرة الثامنة منه. لقطات * شارك عدد من الوزراء العراقيين في استقبال الرئيس الاميركي من بينهم وزير النفط حسين الشهرستاني ووزير الداخلية جواد بولاني ووزير الدفاع عبدالقادر محمد جاسم". * الزيارة هي الثانية لبوش الى العراق منذ الغزو الاميركي في آذار مارس 2003، وكانت الاولى في تشرين الثاني نوفمبر 2004 لمناسبة عيد الشكر. * اعلن دان بارتلت، مستشار بوش، ان عدداً محدوداً من المسؤولين كان على علم بالزيارة. * كان بوش يريد زيارة بغداد فور تعيين آخر وزيرين في الحكومة العراقية الدائمة قبل اقل من اسبوع. * لم يتم ابلاغ الحكومة العراقية بالزيارة لاسباب امنية. وكان مسؤولون اميركيون طلبوا من المالكي ووزرائه الاجتماع في مقر السفارة الاميركية للاشتراك في مشاورات مع الرئيس من كامب ديفيد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.