دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى"توحيد الجهود في مواجهة التحديات امام التنمية الاقتصادية العالمية،"وقال ان بلاده مستعدة للإسهام في ضمان الأمن العالمي وخصوصاً في مجال الطاقة. وكان ملف التنمية الاقتصادية العالمية واحداً من المحاور الاساسية للبحث خلال جلسات منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الذي بدأ اعماله امس، بحضور اكثر من ثلاثة آلاف من رؤساء الشركات الكبرى ورجال الأعمال في الدول الصناعية الكبرى. وافتتح الرئيس الروسي المنتدى بالتأكيد على ان بلاده"اثبتت نفسها كشريك مسؤول وموثوق"في مختلف المجالات، مشيراً الى ضرورة توحيد الجهود في مواجهة تحديات جديدة أمام الاقتصاد العالمي"بينها محاولات زعزعته، وتزايد الفارق في معدلات التنمية بين البلدان الغنية والفقيرة، ومتطلبات الأمن والاستقرار في القطاعات الاقتصادية المختلفة وعلى رأسها قطاع الطاقة". وعقد بوتين اجتماعاً على هامش المنتدى مع ممثلي نحو اربعين شركة كبرى تعمل في روسيا، سعى خلاله الى الدفاع عن سياسات بلاده التي تتعرض لانتقادات غربية بسبب ما وصف بأنه"استخدام موارد الطاقة في ممارسة ضغوط على جيرانها". ولفت الى ان الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تعيشه روسيا خلال السنوات الأخيرة يؤمن مضاعفة حجم الاستثمارات في البلاد، لكنه اقر بوجود مشكلات مستعصية، قال ان بلاده تسعى الى ايجاد حلول لها، من بينها ارتفاع معدلات التضخم والوضع الاحتكاري في عدد من القطاعات والبيروقراطية والفساد الاداري المستشري. وتتزامن جلسات المنتدى في دورته العاشرة مع انتهاء التحضيرات لعقد قمة الدول الصناعية الكبرى في سان بطرسبورغ منتصف الشهر المقبل، ولفت محللون روس الى ان النقاشات الدائرة في المنتدى حول الملفات الاقتصادية تشكل واحداً من المحاور التي ستتناولها قمة"الثماني الكبار"بما فيها الدعوات الروسية الى توحيد الجهود من اجل ايجاد حلول لمشكلات التنمية في العالم ومساعدة الدول الفقيرة. وكان مقرراً ان يلتقى بوتين مساء امس، نظيره الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في اول قمة تجمع بينهما منذ اعلان تبليسي عزمها على الانسحاب من رابطة الدول المستقلة وانضمامها الى تكتل جديد مع اوكرانيا ومولدافيا واذربيجان وصف بأنه يهدف الى مواجهة"مساعي الهيمنة الروسية على المنطقة". واعتبرت اوساط سياسية روسية اللقاء محاولة لتقليص مساحة الخلاف حول ملفات عدة على رأسها مسألة الأقاليم الجورجية الساعية الى الانفصال ونيات تبليسي التقارب مع حلف شمال الاطلسي. على صعيد آخر نقل تلفزيون بلغراد عن رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوشتونيتسا قوله بعد اجتماعه مع بوتين في سان بطرسبورغ أمس، أن صربيا"لن تقبل أي حل خارجي لقضية كوسوفو لا يتفق مع مصالحها ويؤدي الى خسارتها جزءاً من أراضيها". وأضاف أن روسيا"أكدت استمرار موقفها القائم على استقرار البلقان وعدم إجراء أي تغييرات على الحدود الدولية المعترف بها في المنطقة، وان حل مشاكلها بحسب مبادئ الأممالمتحدة وحقوقها".