يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس الى صربيا للمشاركة في مراسم الذكرى السبعين لتحرير بلغراد من الاحتلال النازي، مغتنماً هذه الفرصة لتعزيز مصالح بلاده لدى حليفتها التقليدية المرشحة للانضمام للاتحاد الاوروبي وذلك على خلفية توتر شديد مع الغرب بسبب الازمة في اوكرانيا. وحمل بوتين بهذه المناسبة على "تمجيد النازية"، مؤكداً في مقابلة مع صحيفة "بوليتيكا" الصربية أن "واجبنا المشترك هو الاحتجاج على تمجيد النازية واي محاولات لاعادة النظر في فترة الحرب العالمية الثانية (...) وانا على قناعة بأن الاحتفالات في بلغراد ستساهم في ذلك". واضاف بوتين الذي تعود اخر زيارة له الى صربيا الى 2011، أن "اللقاح ضد النازية خف تأثيره في بعض الدول الاوروبية"، مشيراً بصورة خاصة الى دول البلقان. ويواجه بوتين فتوراً في علاقات بلاده مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة نتيجة النزاع في اوكرانيا. وقال بوتين إن "الوضع في اوكرانيا مقلق بشكل خاص فقد حصل انقلاب نفذته مجموعات قومية ومتطرفة". واتهم نظيره الاميركي باراك اوباما باعتماد سلوك "معاد" ازاء روسيا وواشنطن بافتعال الازمة الاوكرانية لتحميل روسيا مسؤوليتها لاحقاً، وفق المقابلة التي بثها الكرملين قبل ساعات على وصول بوتين الى صربيا. من جهتها، ستتابع بروكسل الزيارة عن كثب، وكانت طلبت من صربيا تأكيد التزامها "المؤيد لاوروبا" خلال الزيارة. وفور وصول بوتين قبل الظهر، من المقرر أن يضع اكليل زهور على نصب الجنود الروس الذين قتلوا خلال تحرير بلغراد من النازية برفقة نظيره الصربي توميسلاف نيكوليتش. ومن المفترض ان يوقعا بعد ذلك سلسلة من الاتفاقات الثنائية، قبل ان يلتقي بوتين رئيس الوزراء الصربي الكسندر فوسيتش. ومنذ اندلاع الازمة الاوكرانية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، تتبع الديبلوماسية الصربية توازناً دقيقاً بين احترام تعهداته تجاه الاتحاد الاوروبي الذي بدأت معه مفاوضات الانضمام مطلع العام الحالي، ومع موسكو التي دعمت بلغراد في عدد من الملفات الدولية الحساسة بينها استقلال كوسوفو الاقليم الصربي السابق الذي لا تعترف به موسكو. وبالنسبة الى موسكو، من المهم الا يتضمن التقارب بين صربيا والاتحاد الاوروبي اي اضرار تلحق بشراكتها مع بلغراد او بالمصالح الروسية. وشكلت القروض بقيمة 800 مليون دولار للبنى التحتية في كانون الثاني (يناير) و500 مليون دولار في نيسان (ابريل) لمواجهة عجز كبير في الموازنة، مساعدة كبيرة للاقتصاد الصربي المتعثر. وقال فيدور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية" لوكالة "فرانس برس" إن "الهدف الرئيس للزيارة الى صربيا هو دعم العلاقات القائمة، كما ان الطاقة ستشكل موضوعاً مهماً جداً". وتقع صربيا في طريق خط الغاز (ساوث ستريم) وهو مشروع تقدر تكلفته ب 16 بليون يورو يشيده عملاق الطاقة الروسي "غازبروم" لنقل الغاز الى اوروبا العام 2015 بعيداً من اوكرانيا. وتعتبر المفوضية الاوروبية أن القواعد الاوروبية للاسواق العامة لم يتم احترامها، خصوصاً من حيث الوصول الى بلدان اخرى، وحصلت من بلغاريا على تأكيد بأنها "ستوقف العمل في خط انابيب الغاز"، لكن صربيا ردت بوضوح ان "الاشغال ستستمر في اراضيها". كما ان "غازبروم" تملك 51 في المئة من شركة النفط الصربية. ومن المقرر ان يحضر بوتين عرضاً عسكرياً كبيراً هو الاول في العاصمة الصربية منذ 1985 وان يلقي كلمة امام الحشود. ويشارك اكثر من ثلاثة الاف عسكري صربي ووحدات مدرعة والطيران في العرض، بالاضافة الى ضيوف وصلوا من روسيا خصيصاً، ومجموعة شهيرة من البهلوانيين في سلاح الجو الروسي. ويتوجه بوتين بعدها الى ميلان اذ من المقرر أن يلتقي نظيره الاوكراني بترو بوروشنكو على هامش قمة المنتدى الآسيوي الأوروبي التي يشارك فيها قادة اوروبيون ومن العديد من الدول الاسيوية يومي 16 و17 تشرين الاول (اكتوبر). وكان بوتين وجه في نهاية الاسبوع الماضي رسالة مشجعة عندما امر بسحب 17600 جندي روسي منتشرين على الحدود مع اوكرانيا.