هدد زعيم اتحاد"المحاكم الإسلامية"شيخ شريف أحمد الحكومة الصومالية الانتقالية بالانسحاب من المحادثات بين الطرفين حول مستقبل البلاد، إذا لم تسحب طلباً قدمته إلى البرلمان الموقت للسماح بتدخل قوات دولية لحفظ السلام في الصومال، فيما استأنف البرلمان أمس جلساته لمناقشة الطلب الحكومي. وعلى رغم أن الحكومة الضعيفة هنأت الإسلاميبن فور انتصارهم على زعماء الحرب في معركة للسيطرة على العاصمة مقديشو الأسبوع الماضي، فإنها قدمت طلباً إلى البرلمان الانتقالي أول من أمس للسماح بطلب تدخل قوات دولية لحفظ السلام في البلاد الغارقة في الفوضى منذ سقط الديكتاتور محمد سياد بري العام 1991. وقال شريف أحمد للصحافيين إن"على الحكومة أن توقف طلبها نشر قوات أجنبية في البلاد، حتى تستمر مفاوضاتنا معها التي أصبحت غير ممكنة، في ظل احتمال موافقة البرلمان على نشر هذه القوات". واستأنف البرلمان أمس مناقشة طلب الحكومة في مدينة بيداوة الجنوبية. لكن حتى إذا وافق النواب الصوماليون على نشر القوات المقترحة من السودان وأوغندا، فإن هذه القوات لن تتمكن من دخول البلاد، ما لم ترفع الأممالمتحدة حظراً فرضته على استخدام السلاح في الصومال منذ العام 1992. ويعقد المفوض الأوروبي للتنمية والشؤون الإنسانية لويس ميشيل اجتماعاً مع الرئيس الصومالي عبدالله يوسف اليوم في كينيا، إضافة إلى الرئيس الكيني مواي كيباكي، لبحث الموقف في الصومال. وفي المقابل، قال عضو البرلمان الصومالي عوض أشارا إن الحكومة مستعدة للتحدث مع الاسلاميين في هذا الشأن. وأضاف:"نحن على استعداد لبدء مفاوضات جادة معهم في ما يتعلق بأي أمر من بواعث قلقهم. لنا قضية وطنية مشتركة مع المحاكم الاسلامية وهي إنقاذ الشعب الصومالي". وأكد ديبلوماسيون غربيون أن الحكومة تحاول التوصل الى اتفاق مع الإسلاميين. وقال أحدهم، طالباً عدم نشر اسمه، إن الرئيس الصومالي"مستعد للتعامل معهم وإشباع طموحهم السياسي، في مقابل ألا تفرض المحاكم الإسلامية أحكام الشريعة خلال الفترة الانتقالية". من جهة أخرى، أعلن تحالف زعماء الحرب استعداد مقاتليه للرد على أي هجوم قد تشنه ميليشيات"المحاكم الإسلامية"على معقله في جوهر 90 كيلومتراً شمال مقديشو، فيما عزز الإسلاميون قواتهم الزاحفة في اتجاه المدينة بمئات الجنود والأسلحة، إضافة إلى نحو 50 عربة مجهزة بمدافع ثقيلة. وقال قائد التحالف جندايي ضير:"لن أصدر أي أمر بالهجوم، لكن إذا تعرضنا إلى أي هجوم، فإننا مستعدون تماماً للدفاع عن أنفسنا". وأكد أحد زعماء العشائر أن الوضع في جوهر"متوتر جداً، ولا أحد يعرف ما قد يحصل".