يمنّي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان النفس، بأن تحظى منظمته العتيدة بشيء من السحر الذي يناله هذه الأيام الاتحاد الدولي لكرة القدم مع انطلاق مباريات"مونديال ألمانيا"، وانشغال العالم أجمع ب"المستديرة الصغيرة"ودورانه في فلكها، بل إنه تعدى هذه الأمنية إلى أخرى شخصية، بأن يتسنى له أن يكون رئيساً للاتحاد الدولي"الفيفا"بديلاً عن السويسري جوزيف سيب بلاتر، والذي يضم اتحاده الذي تأسس العام 1904 تحت لوائه 209 بلدان، بينما يبلغ عدد الأعضاء في المنظمة الدولية 191 بلداً فقط. وشتان بين أحوال المنظمة الدولية وما تتخبط به و"الفيفا"الذي يتميز بقراراته النافذة، وأنظمته الصارمة، ولا يحق لأي دولة مهما علا شأنها السياسي أو الاقتصادي التلاعب بقوانينه أو تكييفها وفق رغبتها أو موقعها العالمي، على عكس ما يحدث أحياناً داخل دهاليز المنظمة العالمية، وحتى خارج أروقتها، من تجيير لبعض القرارات أو تجاهلها بصورة سافرة، وفوق ذلك لا يمكن لأي عضو في"الفيفا"أن يتخلى أو يماطل في دفع المستحقات المالية المترتبة على عضويته، بينما نسمع عن عجز مالي في الأممالمتحدة بسبب عدم تسديد المتوجبات. وبعيداً من هذه الأمنيات التي أفصح عنها أنان، فهو طلب من الرياضيين أن يسخّروا بريق كرة القدم لمصلحة العالم أجمع، ودعا في الرسالة التي وجهها مطلع الأسبوع الماضي"اللاعبين والمشجعين في كل مكان إلى دعمنا في مهامنا... دعونا نسخّر سحر كرة القدم لدعم رغبتنا في التنمية والسلام"، واصفاً كرة القدم بأنها"لغة عالمية". تجلت هيمنة وسلطة"الفيفا"بعدالته بين أعضائه، وهو جهة ربحية تسهم كثيراً في تنمية كرة القدم، ويدعم الاتحادات الناشئة والفقيرة مستغلاً السحر الذي تحدثه اللعبة في أوساط الجماهير. والى الصورة المثلى التي يحرص على تقديمها، يجني الأرباح الطائلة. وعندما تقاعد البرازيلي جواو هافيلانج من رئاسته العام 1998، كشف الاتحاد الدولي عن موجوداته التي بلغت أربعة بلايين دولار سيولة مالية فقط، غير الممتلكات العينية. واليوم يتوقع قريبون من"الفيفا"أن تدر عليهم النسخة ال18 من المونديال أكثر من 700 مليون يورو أرباحاً، في مقابل النقل التلفزيوني الذي سيتابعه حوالي 30 بليون متفرج، وما ستدفعه الشركات الراعية والبالغ نحو 40 مليون يورو، إضافة إلى ما سيضخه نحو ثلاثة ملايين متفرج داخل الملاعب الألمانية. كلها أرقام ونجاحات تجعل غيرة أنان"مشروعة". فوز انكلترا ميدانياً، حققت انكلترا الأهم في مباراتها الأولى، ووضعت نفسها على الطريق الصحيحة نحو بلوغ الدور الثاني من المونديال بفوزها على باراغواي بهدف من دون ردّ أمس في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية، على ملعب"فالدشتايوم"في فرانكفورت، تحت أنظار 43 ألف متفرج يتقدمهم الأمير وليام. وسجل مدافع باراغواي وقائده كارلوس غامارا هدف انكلترا خطأ في مرمى منتخب بلاده في الدقيقة الثالثة، وذلك إثر ركلة حرة مباشرة انبرى لها الاختصاصي ديفيد بيكهام قائد انكلترا داخل المنطقة، حيث حولها غامارا برأسه خطأ في مرمى منتخب بلاده، غير ان المنتخب الانكليزي لم يستغل بعدها الارباك الذي فرضه على منافسه،"وفقد ايقاعه"على مجريات اللعب في الشوط الثاني، كما أوضح مدربه السويدي زفن غوران اريكسون. وتبدو النقاط الثلاث المقبلة شبه مضمونة لإنكلترا خلال مواجهتها ترينيداد وتوباغو الخميس المقبل، في حين تنتظر باراغواي مباراة صعبة أمام السويد المنافسة القوية على إحدى بطاقتي المجموعة الثانية.