اعتبرت غالبية خطباء الجمعة امس مصرع ابي مصعب الزرقاوي"خطوة مهمة للقضاء على الارهاب"و"روجت"للوحدة الوطنية وبدء حوار مع المسلحين. واكد الشيخ محمود الصميدعي، عضو هيئة علماء المسلمين، ان قتل الزرقاوي بمثابة"قلب صفحة جديدة من صفحات المشوار الاميركي في العراق"وقال في خطبة الجمعة امس، في جامع الشيخ جلال الكبيسي في المنصور، ان"مؤامرة الزرقاوي انتهت وان المؤامرة الجديدة طريقها الى العراق"مبيناً ان مقتل الزرقاوي طوى صفحة جديدة من صفحات المشوار الاميركي في البلاد والمنطقة. وانتقد الصميدعي"تبادل التهم بين خطباء المساجد والحسينيات من السنة والشيعة وحضهم على توحيد الصفوف للحفاظ على وحدة البلاد". وقال ان قوات الاحتلال"تحاول زرع الفتنة بين المسلمين والايحاء بأن اماكن العبادة من المساجد والحسينيات تحولت الى اوكار للارهاب والارهابيين". وقال الشيخ علي الزند، الذي اقام صلاة الجمعة في جامع المهيمن في الغزالية بعدما حال فرض التجول دون وصوله الى جامع ام القرى، ان الناس"ينتظرون الكثير من الحكومة سواء كان على المستوى الامني او الخدماتي لا سيما بعد اكتمال التشكيلة الوزارية بإعلان رئيس الوزراء اسماء وزراء الداخلية والدفاع والامن القومي ونيلهم ثقة البرلمان". وشدد على ان"الشعب سيُطلق احكامه على الحكومة طبقاً لادائها"مطالباً الحكومة"باعادة الامن والاستقرار الى البلاد والحفاظ على حياة الناس". وبارك الشيخ حازم الاعرجي، امام الجمعة في"الصحن الكاظمي"مقتل الزرقاوي وقال انه"بداية نهاية الارهاب في البلاد"ودعا العراقيين"سنة وشيعة الى التوحد ونبذ الطائفية والوقوف صفاً واحداً في وجه كل من لا يريد الاستقرار للعراق والعراقيين". وقال ان"قتل الزرقاوي ليس نهاية الارهاب وان حكومة المالكي امامها مشوار طويل للقضاء على شبكاته الارهابية المتمركزة في مناطق عدة". وفي كربلاء اعتبر الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خطيب الصحن الحسيني وممثل السيستاني قتل الزرقاوي بمثابة"الخطوة الصحيحة والحقيقية للقضاء على الارهاب والارهابيين وتخليص الشعب العراقي من مسلسل التفجيرات والذبح والقتل الطائفي". وطالب الحكومة بخطة عمل جديدة لقلع الارهاب من جذوره واعادة الاستقرار الى الناس الذين"عانوا طويلاً من المشاكل الامنية". كما طالب دول الجوار الجغرافي والبلدان الاقليمية بالتعاون لإنجاح مثل هذه الخطة. وحض على بدء حوار مع الجماعات المسلحة الاخرى باعتباره"الاسلوب الامثل لحل المشكلات الامنية والسياسية والابتعاد عن منهج الاقصاء الذي قد يقضي على المشروع السياسي والامني". وشدد على ضرورة الحفاظ على الهوية الاسلامية باعتبارها عاملاً مهماً من عوامل نجاح العمل السياسي. وفي كركوك رحب خطباء وائمة المساجد ب"تصفية"زعيم تنظيم"القاعدة"وحض خطباء آخرون على نبذ التوتر الطائفي والعرقي حفاظا على"نقاوة الاسلام"واقام الشيعة صلواتهم في عدد من المساجد السنية تأكيدا على وحدة"المسلمين". وقال الشيخ احمد اللامي، خطيب جامع الرحمن في كركوك، ان الظروف باتت ملائمة للتآخي بين المسلمين بعدما سعى الزرقاوي الى بث الفرقة بين العراقيين بانتهاكه حرمة المسلمين الآمنين وانتهاك مساجدهم وحسينياتهم وذبح الابرياء بغير جرم سوى انهم مسلمون"داعياً الكتل السياسية العراقية الى الابتعاد عن الخلافات والتشرذم والانطلاق من مبادئ الاسلام باعتباره ميثاقاً للوحدة والمواطنة. واعتبر الشيخ سليم الحديدي، خطيب جامع بلال الحبشي، ان"القضاء على رأس الفتن الزرقاوي بشارة لذوي الضحايا الذين قضوا في العمليات المسلحة وبشارة للعراقيين كافة ولا بد من الوقوف جميعا ضد كل من يريد بأمة الاسلام شراً". وفي بعقوبة حيث عززت السلطات الامنية اجراءاتها بعدما فرضت حظر التجول ومنعت سير المركبات ما ادى الى انقطاع غالبية الاهالي عن حضور صلاة الجمعة، اكد الشيخ محمد الحسيني ضرورة التمسك بكتاب الله والسنن المحمدية وان"لا يكون الناس سهاما للاعداء لضرب بعضكم بعضاً". وفي قندهار ا ف ب اكد الزعيم الروحي لحركة"طالبان"الملا عمر ان"استشهاد الزرقاوي لن يضعف المقاومة العراقية لانها حركة مقاومة وطنية واي شاب يمكنه ان يصبح الزرقاوي". واضاف"انا وكل مسلمي المقاومة الافغانية حزينون جدا لاستشهاد ابو مصعب الزرقاوي". ويعيش الملا عمر متخفياً منذ الاطاحة بنظام طالبان نهاية العام 2001. وفي سيدني اعتبر رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد ان مقتل الزرقاوي لن ينهي الارهاب في هذا البلد حتى لو انه يشكل"نجاحا كبيرا لاجهزة الاستخبارات"مضيفاً ان"مقتله يعني القضاء على شخص كان قوة كبيرة، ويعني نجاحا كبيرا لاجهزة الاستخبارات الاميركية".