أجمع خطباء الجمعة السنة والشيعة في العراق أمس، على انتقاد التصريحات الأخيرة لزعيم تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"أبي مصعب الزرقاوي، فيما تفاوتت وجهات نظرهم في قضية حل المليشيات المسلحة في البلاد. كما طالب إمام شيعي بارز"هيئة علماء المسلمين"بالالتحاق بالعملية السياسية، مبدياً استعداده"لنسيان الماضي"، في اشارة الى دعمها عمليات المقاومة المسلحة". وانتقد الشيخ علي الزند خطيب وإمام جامع"أم القرى"تصريحات الزرقاوي الذي أطلق"أحكاماً غير موضوعية ومطلقة على أهل السنة"، وحكم سلفاً على من اشتركوا منهم في العملية السياسية بالقتل"من دون فهم الموقف العام للقضية". وأكد أن الزرقاوي ليس من حقه أن يطلق الاحكام جزافاً وعليه اللجوء الى الحوار كونه"السبيل الوحيد الذي يمكن ان يأتي بنتائج صحيحة". وقال إن هناك مساحات كبيرة للحوار والالتقاء بين الفرقاء في العراق والجماعات الاخرى سواء كانت مسلحة أو غير مسلحة. وحذر الزند من تفاقم عمليات المتاجرة بقضية المقاومة الشريفة واستغلالها لأغراض تجارية، لافتاً الى استخدام ذريعة التعاون مع الاحتلال سبباً لتصفية الابرياء وممارسة عمليات السلب والنهب وغيرها وخصوصاً في المناطق الغربية والساخنة في البلاد، مطالباً الحكومة بضرب هؤلاء"المتاجرين باسم المقاومة". وناشد إمام وخطيب جامع"الامام الاعظم أبي حنيفة النعمان"الشيخ أحمد طه السامرائي الحكومة العراقية ورئاسة الجمهورية، اطلاق المعتقلين في السجون العراقية والاميركية الذين تجاوزت أعدادهم 25 ألف معتقل. كما طالب الحكومة العراقية بتنفيذ بنود إتفاق الأعظمية الذي أبرمته قوات الحرس الوطني مع الأهالي ووعدت بإطلاق أبنائهم. وقال إن أهالي الاعظمية لا يزالون ينتظرون الخطوة الايجابية التي وعدت بها وزارة الدفاع باطلاق المعتقلين في أحداث الاعظمية في 16 الشهر الجاري. الى ذلك، طالب حازم الأعرجي مساعد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر العراقيين سنة وشيعة بضرب الزرقاوي"بيد من حديد"، رافضاً وصف الحكومة وبعض الجماعات السياسية"جيش المهدي"الموالي للتيار الصدري بأنه"ميليشيات". وقال إن الجناح العسكري لتيار الصدر"جيش عقائدي غير مسلح". وبرر الشيخ محمد كاظم الحميداوي ممثل الشيخ اليعقوبي خطيب وإمام جامع الرحمن في حي المنصور تشكيل الفرق الشعبية والمليشيات المسلحة ب"ضعف الحكومة". وقال إن هناك أسباباً دفعت بعض المرجعيات والاطراف الوطنية الى تشكيل لجان شعبية وميليشيات مسلحة منها توفير الحماية للمناطق السكنية والمؤسسات الحكومية من اعتداءات العناصر الارهابية، بعدما اصبحت جهود الحكومة ومؤسساتها الامنية غير قادرة على حفظ الأمن. واعتبر أن تشكيل هذه اللجان يصب في مصلحة القضاء على أوكار العناصر الارهابية التي"عاثت في الأرض فساداً"، مؤكداً أن هذه اللجان باتت مستعدة لأي هجوم يستهدف العراقيين شيعة وسنة. وطالب الزعماء السياسيين بفهم"ثقافة الحكم"والرجوع الى الرابطة والعمل على أساس المصالح المشتركة للبلاد والابتعاد عن المصالح الفئوية التي قال إنها اذا استمرت ستقود العراق الى حافة الهاوية. وانتقد بعض المسؤولين العراقيين في الحكومة الذين"ما زالوا يفكرون بعقلية المعارضة ويقدمون على تشكيل الخلايا السرية والتخطيط لساعة الصفر"، لافتاً الى أن"بعض هؤلاء المسؤولين لا يدرك مسؤولياته الوطنية تجاه بلاده وشعبه". من جهته، وصف القيادي في"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"صدر الدين القبانجي وخطيب الجمعة في الصحن الحيدري الزرقاوي بأنه"طفيلي"، معتبراً أن أصل المشلكة يكمن في"بقايا البعثيين"الذين يتعاونون معه. وفند تصريحات المتشدد الاردني في شأن دور أميركا في تشكيل الحكومة العراقية. وقال إن الكتل السياسية التي كانت تجتمع في الغرف المظلمة شكلت الحكومة، لافتاً الى أن التشكيلة الحالية تمثل وجهة نظر العراقيين. ودان القبانجي اغتيال ميسون الهاشمي شقيقة نائب رئيس الجمهورية والأمين العام ل"الحزب الاسلامي العراقي"طارق الهاشمي، وقال إن الارهابيين قتلوها بسبب دخول الهاشمي في العملية السياسية، معتبراً أن تشكيل الحكومة سيقود الى مرحلة جديدة هي"مرحلة التصفيات النهائية للارهاب". ودعا"هيئة علماء المسلمين"الى الانخراط في العملية السياسية واعادة النظر في سياساتها: قائلاً:"مستعدون لنسيان الماضي والبدء من جديد، وعليكم أن لا تسيروا وراء الزرقاوي أو أن تكونوا أتباعاً له"، مطالباً الهيئة بإعلان"مقاطعتها له". وطالب ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني الحكومة العراقية المزمع تشكيلها ببذل قصارى جهدها لتوفير الخدمات للشعب العراقي. وقال الشيخ احمد الصافي في الصحن الحسيني وسط كربلاء مخاطباً مسؤولي الحكومة العراقية المقبلة إن"الذي يعتقد بأنه غير قادر على اشغال الموقع الذي سيكلف به، عليه الاعتذار من الآن".