رأى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن إيران لا تشكل خطراً نووياً وشيكاً، داعياً إلى الحذر لتفادي تكرار أخطاء العراق، فيما أفاد ديبلوماسيون في فيينا أن الولاياتالمتحدة أعلنت للمرة الأولى استعدادها للانضمام إلى المفاوضات المتعددة الأطراف الجارية مع إيران في شأن ملفها النووي، إذا وافقت روسياوالصين على عقوبات محتملة ضد طهران في حال رفضت الحد من طموحاتها النووية. جاء ذلك في وقت تعقد مشاورات في مقر السفارة البريطانية في فيينا اليوم تشارك فيها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظراؤها الألماني فرانك فالتر شتاينماير والروسي سيرغي لافروف والفرنسي دوست بلازي والبريطانية مارغريت بيكيت فيما يحضر ممثلاً عن الصين نائب وزير الخارجية. وكان لافروف وصل إلى أنقرة أمس في زيارة تستغرق يومين، للقاء نظيره التركي عبد الله غل والرئيس التركي أحمد نجدت سيزر ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ورئيس البرلمان بولنت أر ينج، للبحث في مسائل تجارية وسياسية ثنائية إضافة إلى برنامج إيران النووي. وفي مقابلة مع صحيفة"ملييت"التركية، اعتبر لافروف أن احتمال استخدام القوة ضد إيران سيكون"كارثياً". أما وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف، فأعلن أن الاقتراح في شأن تخصيب اليورانيوم الإيراني على الأراضي الروسية والذي طرحته موسكو لتسوية الأزمة،"لا يزال مطروحاً على طاولة المفاوضات". وأوضح مصدر روسي تحدث إلى"الحياة"أن حديث ايفانوف يشكل عودة روسية إلى المبادرة المتعلقة بتأسيس مركز روسي أيراني لتخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الروسية. ولفت إلى أن الجديد هو تأكيد موسكو الاستعداد لمنح ضمانات إلى الإيرانيين تنزع المخاوف القائمة حول مستقبل مشاريعهم النووية في حال أسفرت أي تطورات عن منع وصول تقنيات نووية لازمة لبرامجهم السلمية. ورأى الناطق أن موسكو تسعى إلى التوصل من خلال مشاورات متواصلة منذ أيام مع شركائها الأوروبيين إلى صيغة اتفاق تثبت حق إيران في الوصول إلى التقنيات اللازمة لبرامجها السلمية ضمن وثيقة الاتفاق الذي سيوقع مع الجانب الروسي. وأشارت أوساط روسية إلى أن مسألة انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون تناقش حالياً في موسكو في شكل نشط، علماً أن إيران التي تتمتع بعضوية مراقب في المنظمة أعلنت عزم الرئيس محمود أحمدي نجاد حضور قمة شنغهاي المقررة في منتصف الشهر الجاري. ولفتت أوساط روسية إلى احتمال انضمام إيران رسمياً إلى المنظمة، ما يمنح الإيرانيين ضمانات أمنية واسعة إذا تعرضوا لأي اعتداء خارجي. طهران في غضون ذلك، أكد مسؤول إيراني عزم طهران إنشاء مفاعلين نوويين تبلغ طاقة كل منهما ألف ميغاوات وأنها ستفتح باب المناقصة خلال الشهرين المقبلين. وستتاح المشاركة في المناقصة للمؤسسات المحلية والعالمية. وقال محمد سعيدي نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية:"نريد أن نبني محطتين للطاقة النووية من خلال مناقصة دولية"، مضيفاً:"تستطيع شركات إيرانية وعالمية المشاركة في المناقصة التي ستتم خلال الشهرين المقبلين". ولم يكشف سعيدي عن موقع المفاعلين. ورأى سعيدي أن"الدول الأوروبية في محادثاتها حول البرنامج النووي الإيراني يجب أن تقبل بواقع النشاطات النووية الإيرانية وبأن لا رجوع عنها". وزاد:"في حال لا يأخذ الأوروبيون بالاعتبار التقدم النووي الذي أحرزته إيران، سيواجهون مشاكل في المستقبل"، مؤكداً أنه"من الممكن الوصول إلى تسوية إذا قاموا باقتراحات منطقية وعقلانية". وأكد:"الإيرانيون لن يقبلوا بتعليق نشاطات البحث في مجال التخصيب حتى لفترة قصيرة". البرادعي وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إن إيران لا تشكل خطراً نووياً وشيكاً، وإنه يجب على العالم أن يتصرف بحذر لتفادي تكرار الأخطاء التي ارتكبت مع العراقوكوريا الشمالية. وطالب العالم بألا يتسرع في التصرف بناء على معلومات خاطئة كما فعل التحالف الذي قادته الولاياتالمتحدة في العراق عام 2003 وألا يدفع هذه الدولة إلى الانتقام كما فعلت العقوبات الدولية مع كوريا الشمالية. وقال أمام منتدى أقامه معهد مونتيري للدراسات الدولية جنوب سان فرانسيسكو:"تقويمنا هو انه لا يوجد خطر وشيك. وأمامنا متسع من الوقت للتقصي"، وزاد:"انظر في أنحاء الشرق الأوسط الآن. إنها فوضى تامة. وينبغي ألا تصب الزيت على هذه النار". وأكد أن أعمال العنف الجارية في العراق تعطي درساً مهماً في الديبلوماسية فيما يخص إيران. وأضاف"يجب ألا نتسرع وان نقوّم بدقة المعلومات المتاحة". وعبّر عن اعتقاده بأن الغالبية في أوساط القيادة الإيرانية مازالت تريد حلاً من خلال التفاوض والعلاقات الطبيعية مع العالم. جاء ذلك بعدما دعا السيناتور الأميركي الواسع النفوذ جون وارنر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إلى إعداد استراتيجية ردع لمواجهة الطموحات النووية الإيرانية، مشدداً على تجربة الحلف الأطلسي في هذا المجال.