تستأنف مجدداً مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين مساء اليوم من خلال الجولة الثالثة عشرة، إذ تقام مباراتان الأولى تجمع الأهلي المتجدد والوحدة الطامح على ملعب الأول، وفي اللقاء الثاني يلتقي أبها والأنصار في تنافس من نوع آخر للهروب من ذيل القائمة والتمسك بما تبقى من آمال للصمود بين الكبار. الأهلي - الوحدة بنشوة الانتصار الكبير على الغريم التقليدي يستضيف الأهلي نظيره الوحداوي في مهمة جديدة على صعيد منافسات الدوري، لالتقاط الأنفاس والانطلاق نحو المنافسة على صدارة الفرق، والمعنويات الأهلاوية في أحسن أحوالها، إضافة إلى وجوده بين جماهيره التي استبشرت خيراً بعودة فريقها إلى تقديم المستويات الجيدة، ولم يعد الطموح يتوقف عند تثبيت الأقدام داخل أروقة المربع الذهبي، فالصدارة أصبحت الهدف الأهلاوي الذي يزخر بالنجوم القادرة على تطبيق ما يريد موسكوفيتش داخل مساحات الملعب وعودة حسين عبدالغني للمشاركة ستزيد من قوة الجهة اليسرى هجوماً ودفاعاً، مع ارتفاع حيوية الجهة اليمنى كون محمد مسعد يعود إلى مركزه السابق، بينما المغربي عبدالحق العريف يتصف بمهارة عالية في منطقة الوسط، وهو مفتاح رئيسي لمعظم انطلاقات الفريق الهجومية مع وجود مواطنه أقدار جواد في الخطوط الأمامية، وهو مشاغب من الدرجة الأولى، إلا أنه يفشل في ترجمة مجهوده ومجهود زملائه إلى شباك الخصوم، ويظل هاجس ضعف متوسط الدفاع يقلق الصربي موسكوفيتش الذي يسعى في معظم اللقاءات إلى الاستفادة من صلابة محوري الارتكاز تيسير الجاسم وصاحب العبدالله لمساندة الدفاع. وعلى الطرف الآخر هناك طموحات وحداوية لا تقل بأي حال من الأحوال عن طموحات أبناء"القلعة"، فالفريق الوحداوي لم يعد ذلك الفريق الذي يقبل بالنتائج الإيجابية التي تبقيه في منطقة الدفء، وأنصاره أصبحوا يمنون النفس بتذوق طعم البطولات، ويرون أن التوليفة الحالية هي الأنسب والأجدر لقيادة فريقهم إلى منصات التتويج، وهم محقون في ذلك، فالصفوف الحمراء تلعب بمثالية عالية وقدرات فنية مميزة، فقد نجح التونسي لطفي البنزرتي في بناء فريق عنيد يسعى دائماً للمنافسة، فالقتالية سمة الأداء والحماسة السلاح الأول للبنزرتي، فالصفوف مملوءة بالوجوه الشابة التي تتطلع إلى تقديم ما لديها، لإثبات الأحقية بمقارعة النجوم، فخط الوسط يتحرك بحيوية مطلقة، حيث ينطلق طلال الخيبري من اليسار وهاني الجفري من اليمين وبسام صلواتي وماجد الهزاني من العمق، ما يجعل الفرصة متاحة أمام ثنائي المقدمة عيسى المحياني والأنغولي باتريك كزادي للوصول إلى منطقة الفريق المقابل من أقصر الطرق، وما يميز الأداء الوحداوي التوازن بين رسم الهجمة وكيفية العودة السريعة للخطوط الخلفية. أبها - الأنصار في مهمة متشابهة عنوانها الهروب من القاع يلتقي فريقا أبها والأنصار على ملعب الأول، ولن يكون هناك خيار سوى الفوز لكلا الطرفين فالمعطيات تجعلهما الأكثر ترشيحاً لحزم حقائب مغادرة دوري الأضواء، فالأنصار يقبع في ذيل القائمة بأربع نقاط فقط ومن دون تذوق طعم الفوز خلال إحدى عشر مباراة وعلى رغم التغييرات الفنية المستمرة فإن الحال بقيت على ما هي عليه، ويحاول المدرب الأخير التونسي علي بورتيمة لملمة جراح فريقه وإحياء بعض الآمال للتقدم خطوة نحو منطقة الدفء إلا أن ضعف إمكانات لاعبيه وغياب روحهم القتالية قد يحول دون ذلك. ولا يختلف الوضع بالنسبة لأصحاب الأرض فالطموح الأبهاوي هو الظفر بالنقاط الثلاث كاملة قبل أن يشتد الصراع في الجولات المقبلة ويصعب معها إضافة أي نقطة، وفريق أبها تراجع مستواه أخيراً بدرجة كبيرة فالبداية كانت جيدة إلا أن غياب البديل الجاهز والنفس القصير جعلت سفير الجنوب يسير بخطى متعثرة ويقترب من العودة من حيث أتى.