توقع المحللون والخبراء في قطاع صناعة السيارات الأميركية احتمال تراجع الطلب على السيارات في السوق الأميركية، ما سيؤدي إلى احتدام"حروب حصص السوق"وزيادة الضغط على"جنرال موتورز"و"فورد"لأخذ"خطوات علاجية مؤلمة بهدف الحد من خسائر عملياتهما في أميركا الشمالية العالية التكلفة"، بحسب ما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال. وأضافت الصحيفة ان رفع أسعار الفائدة الأميركية والتغيير المستمر في أسعار مواد الطاقة، قد يضعف الطلب الأميركي على شراء السيارات، مما جعل الخبراء يعتقدون ان مبيعات 2006 لن ترتفع مقارنة بمبيعات 2005. وكان نائب الرئيس التنفيذي في شركة"فورد"مارك فيلدز ذكر انه يتوقع"الا تضاهي"مبيعات 2006 مثيلاتها في 2005، ووافقه الرأي المدير التنفيذي في جنرال موتورز، بول بالو. وفي حين توقع المسؤولون في الشركات الأميركية"استقرار"المبيعات في السنة الجارية، توقعت شركة"تويوتا موتور كورب"، ذراع"تويوتا"اليابانية في الولاياتالمتحدة، نمو مبيعاتها في سوق السيارات الأميركية في السنة الجارية. إذ نقلت وول ستريت جورنال عن نائب رئيس الشركة، جيم لينتز، توقعه ان ترتفع مبيعات تويوتا في أميركا الشمالية 5 في المئة في السنة الجارية، بعد ان حققت زيادة 10 في المئة في مبيعاتها في 2005. حقيقة مبيعات السيارات الأميركية في 2005 وفي بياناتها عن أداء نهاية العام الماضي، حاولت كل شركة إلقاء الضوء على نجاحاتها، مهمشة نواحي الضعف لديها. إذ سجلت جنرال موتورز في بيانها الأخير تراجعاً في مبيعاتها السنوية في 2005 بنسبة 4 في المئة إلى 4.518 مليون وحدة، كما تراجعت مبيعاتها الأميركية في كانون الأول الماضي 10 في المئة إلى 392 ألف وحدة مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، لكنها فاخرت بأن مبيعات ماركة"شيفروليه"احتلت المرتبة الأولى في الولاياتالمتحدة، شاكرة المستهلكين الأميركيين على مساهمتهم في تحقيق هذا الإنجاز. وقال نائب رئيس جنرال موتورز المسؤول عن المبيعات والتسويق في أميركا الشمالية مارك لا نيف:"لن نكتفي بنشوة هذا الإنجاز، وسنطلق 19 طرازاً جديداً في السنة الجارية ونوفر للزبائن خبراتنا الرائدة في البيع والخدمات". أما"فورد"فذكرت في بيانها الأخير ان مبيعاتها السنوية الإجمالية في الولاياتالمتحدة تراجعت 5 في المئة إلى 3.17 مليون وحدة، لكنها حققت أول زيادة سنوية في مبيعات السيارات باستثناء الشاحنات منذ 1999، إذ ارتفعت 2 في المئة إلى 1.04 مليون وحدة، عازية الفضل إلى"زيادة وعي المستهلكين والطلب القوي على طرازات فورد وميركوري ولينكولن". لكن مبيعاتها في كانون الأول الماضي تراجعت أيضاً 9 في المئة إلى 267.881 ألف وحدة، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق. وتوقعت فورد ان تزدهر مبيعات السيارات الرباعية الدفع الصغرى التي ترتكز على هيكل السيارة العادي بدل هيكل الشاحنة التقليدي لتزيد على الطرازات الأخرى في العقد الجاري في السوق الأميركية، مشيرة الى ان مبيعاتها في هذه الفئة زادت 28 في المئة في 2005". لكن"تويوتا"قطفت الإنجازات الكبرى عالمياً وفي السوق الأميركية. إذ أظهر بيانها الأخير ان مبيعاتها في الولاياتالمتحدة ارتفعت 10.1 في المئة إلى 2.260 مليون وحدة في 2005، مسجلة"10 سنوات متتالية من المبيعات القياسية"، كما أظهر البيان ان مبيعاتها في كانون الأول ديسمبر الماضي ارتفعت 8.2 في المئة إلى 203.279 ألف وحدة في السوق الأميركية، على عكس منافستها الأميركية. وفاخرت الشركة بأن طراز"كامري"كان الأفضل مبيعاً في أميركا للسنة الرابعة على التوالي، كما ان ماركة"ليكزوس"الفاخرة سجلت أفضل المبيعات للسنة السادسة على التوالي. وكانت"الحياة"ذكرت الشهر الماضي ان شركة تويوتا موتور كورب أعلنت نيتها رفع إنتاجها العالمي بمعدل 10 في المئة إلى 9.06 مليون سيارة في 2006، مما يجعلها"تتفوق على جنرال موتورز وتحتل المرتبة الأولى عالمياً من ناحية الإنتاج". كما توقعت تويوتا ان ترتفع مبيعات سياراتها عالمياً 9 في المئة إلى 8.85 مليون وحدة، منها 2.46 مليون في الولاياتالمتحدة وحدها. تآكل الحصص باتت الشركات الأميركية العملاقة والعريقة تخسر حصصها في الأسواق العالمية، والأميركية خصوصاً، في السنوات الأخيرة لصالح منافساتها الأوروبية واليابانية بشكل خاص. وذكرت وول ستريت جورنال ان حصة جنرال موتورز في السوق الأميركية تراجعت من 27.8 في المئة إلى 25.9 في المئة في 2005. كذلك تراجعت حصة"فورد"من 19 في المئة إلى 17.9 في المئة، في حين زادت حصة"دايملر-كرايزلر"الثالثة من حيث الحجم من 14.6 في المئة إلى 14.9 في المئة، وحققت"تويوتا"نمواً من 12.2 في المئة إلى 13.7 في المئة. يذكر ان الشركات الأميركية تصارع على جبهات عدّة، إذ لديها مشكلة المنافسة الشديدة في سوقها المحلية والأسواق العالمية المتلازمة مع ارتفاع أسعار الوقود عالمياً، مما جعلها تطلق عروضات وتخفيضات على أسعار سياراتها بهدف تحفيز مبيعاتها. كما لديها مشكلة ارتفاع تكاليفها جراء ارتفاع الفواتير الصحية والتقاعدية لعمالها، مما جعلها تلجأ إلى خطوة تسريح عدد كبير منهم وإقفال مصانع عدّة. ولخص نائب رئيس فورد التنفيذي مارك فيلدز الوضع قائلاً:"ان النقاش في صناعة السيارات الأميركية لم يعد في نطاق الشركات الوطنية"الثلاث الكبرى"بل تخطاها إلى"الشركات الست الكبرى"الأميركية والأوروبية والآسيوية التي تتنافس على تحقيق النمو والربحية في سوق أميركا الشمالية الضخم".